باشرت السلطات التونسية إتخاذ جملة من الإجراءات والتدابير الإحتياطية تحسبًا لإنتشار طاعون المجترات الصغيرة الذي يصيب الثروة الحيوانية ويهددها والقادم من الجزائر، حيث وصل هذا الفيروس القاتل إلى الولايات الجزائرية الحدودية مع تونس كولاية تبسة التي تم تسجيل بها نفوق 200 رأس ماشية خاصة ببلديتي الشريعة والثليجان.
من الجزائر: عمّـار قـردود
و بحسب مصادر “أنباء تونس” فإن الحكومة التونسية ستشرع في إطلاق حملة تلقيح عامة إضطرارية لحماية الأغنام والماعز من فيروس “طاعون المجترات الصغيرة” الذي ظهر في تونس منذ سنوات وها هو الآن يهدد الثروة الحيوانية التونسية من الجزائر في حال لم يتم وضع السبل الكفيلة بمنع إنتشاره، خاصة وأن المهربين معتادين على تهريب الماشية من وإلى الجزائر.
وكان الخبراء قد حذروا من أن “طاعون المجترات الصغيرة” الذي يهدد الملايين من رؤوس الأغنام والماعز في الجزائر قد ينتشر لاحقًا الى الدول المجاورة كتونس و المغرب وليبيا.
وكانت وزارة الفلاحة التونسية قد أعلنت في أوت 2016 عن تفشي مرض الطاعون في الماشية في بنزرت وتواجد بؤر مماثلة في ولاية أريانة. وأفادت وزارة الفلاحة التونسية أن التحاليل التي قام بها المعهد الوطني للبحوث البيطرية لعينات من الدم ومن إفرازات بعض الخرفان التي نفقت آنذاك بولاية بنزرت، أثبتت أن الخرفان تعرضت للإصابة بمرض الطاعون وتم اقرار القيام بحملات تحسيسية تحسبًا لأي طارئ. وحتى الآن لم تسجل تونس أي إصابة بالمرض مع اتخاذ تدابير احترازية في المناطق الحدودية مع الجزائر وليبيا.
تنسيق جزائري-تونسي على مستوى المناطق الحدودية
و كانت الجزائر قد قررت تعليق الإستيراد واتخاذ كافة التدابير اللازمة على مستوى المناطق الحدودية الشرقية خاصة من خلال التنسيق مع السلطات التونسية بسبب انتشار ما يعرف بطاعون المجترات الصغيرة، الذي بات يهدد الثروة الحيوانية في الجزائر، حيث كشفت تقديرات مديرية المصالح البيطرية بوزارة الفلاحة الجزائرية عن نفوق ألف و200 رأس من الغنم منذ إصابة المواشي في عدد من ولايات الوطن بهذا الوباء الخطير.
وكشف مدير المصالح البيطرية بوزارة الفلاحة الجزائرية الهاشمي كريم قدور بنفوق مابين 1000و 1200 من صغار رؤوس الماشية بسبب تفشي وباء صغار المجترات في أكثر من 12 ولاية جزائرية حيث أكد المسؤول الجزائري تسجيل نفوق هذه الماشية في عدة ولايات من بينها بسكرة، أم البواقي، الجلفة، تبسة، المدية، والسعيدة، تيارت والاغواط والنعامة، وتلمسان وفي سياق ذلك تم تخصيص غلاف مالي قدره 400 مليون دينار جزائري أي ما يقارب 3 ملاين و300 ألف دولار، لاقتناء التلقيح المضاد لهذا الوباء الفتاك الذي قضي علي صغار المجترات والمواشي في أواخر 2018 ومطلع سنة 2019.
وجاء قرار تعليق الإستيراد الى حين تشخيص المصالح المختصة المرض بشكل دقيق قصد التعرف عليه من أجل استيراد اللقاح الخاص به، واعترف مسؤول المصالح البيطرية بوزارة الفلاحة الجزائرية أن هذا المرض المجهول المتنقل الذي يصيب الأغنام يتم العمل على تشخيصه وإجراء التحاليل من قبل المصالح المخبرية المتخصصة من أجل معرفته، والتحرك لجلب اللقاح الخاص به حتى لا يتسبب الأمر في خسارة أموال كبيرة من جراء اقتناء لقاحات من دون جدوى، كما كشف في هذا الصدد أن الوزارة بصدد اقتناء لقاح ضد الحمى القلاعية خلال شهر جانفي الجاري.
وزارة الفلاحة الجزائرية ترفض إعلان حالة الطوارئ
هذا و إستبعدت وزارة الفلاحة الجزائرية الإعلان عن حالة الطوارئ عقب تسجيل إصابات بطاعون المجترات الصغيرة والحمى القلاعية وسط المواشي، مطمئة الجزائريين بسلامة اللحوم الموجهة للإستهلاك. وقال مدير المصالح البيطرية بوزارة الفلاحية الجزائرية قدور هاشمي كريم، في ندوة صحفية، ” إن التحقيقات في نفوق رؤوس المواشي كشفت وجود مرضين وهما طاعون المجترات الصغيرة والحمى القلاعية، لكن لسنا في حالة طوارئ والمصالح البيطرية متحكمة في تشخيص المرض ومكافحته”.
وأوضح ذات المسؤول الجزائري قائلًا : “عدد المواشي النافقة وصل إلى ألف رأس غنم ومثل هذه الـأمراض تصيب الماشية في كل دول العالم”، منبهًا إلى ضرورة إحترام “التعليمات الموجهة إلى ولاة الجمهورية، بغلق أسواق بيع المواشي ومنع تنقل هذه الأخيرة عبر الولايات والتي تندرج ضمن الإجراءات الإحترازية التي إتخذتها الوزارة”. وطمأنت وزارة الفلاحة الجزائريين بخصوص سلامة اللحوم، داعية إلى عدم تخويف المواطنين ما دامت الوضعية متحكم فيها وتحت السيطرة.
وكانت وزارة الفلاحة الجزائرية أمرت ولاة الجمهورية بضرورة غلق أسواق بيع المواشي ومنع تنقلها لتفادي تسجيل مزيد من الإصابات، بالإضافة إلى توجيه تعليمات إلى الموالين تقضي بضرورة مباشرة عملية التلقيح الإستعجالي من والتبليغ عن أي حالات مشبوهة بغرض تسهيل تدخل المصالح البيطرية. وينتظر أن تشرع المصالح البيطرية، في جانفي المقبل في حملة تلقيح لرؤوس الماشية، حيث كشفت الوزارة أنها خصصت ميزانية قدرها 400 مليون دينار جزائري لشراء اللقاح ضد طاعون المجترات الصغيرة.
ما هو طاعون المجترات الصغيرة ؟
طاعون المجترات الصغيرة هو مرض فيروسى، يصيب الأغنام والماعز وتكون نسب الإصابة أعلى فى الماعز أكثر من الأغنام وفى الأعمار الصغيرة أكثر من الأعمار الكبيرة، وتبدأ الأعراض المرضية بظهور التهابات شديدة فى الفم يصحبها رائحة كريهة والتهابات بالعيون ودموع ووجود إفرازات من الأنف وتكون قشور على الأنف ووجود التهابات بالأمعاء، مما تؤدى الى حدوث إسهال ذو رائحة كريهة، ونفوق سريع لعدد كبير من الحالات المريضة.
وتكون طريقة التعامل مع القطعان المصابة بأن يتم عزل الحالات المصابة بعيدا، ويتم علاجها بالمضادات الحيوية ومضادات الالتهاب المناسبة والفيتامينات، وتحصين باقي القطيع بلقاح طاعون المجترات الصغيرة ورافعات المناعة، مع ضرورة تحصين القطيع سنويًا بهذا اللقاح للوقاية من المرض، الذي يسبب نفوق بنسب عالية إذا لم يتم تشخيصه فى المراحل الأولى، أن إهماله يسبب انخفاض الإنتاجية وانخفاض اقتصاديات تربية الأغنام والماعز.
شارك رأيك