جددت وزارة الخارجية الأمريكية تحذيراتها للرعايا الأمريكيين الراغبين في زيارة تونس، بسبب وجود تهديدات إرهابية. وجاء في آخر تحديث لنصائح السفر، الصادر مطلع الأسبوع الجاري، إنّها تدعو المواطنين الأمريكيين المتواجدين في تونس إلى رفع درجة اليقظة والحذر للمستوى الثاني. بعد أن استهدفت الهجمات الإرهابية في وقت سابق قوات الأمن ومقراتهم والمواقع السياحية الشعبية.
من الجزائر: عمّار قـردود
ونصحت الخارجية الأمريكية مواطنيها المسافرين إلى تونس بضرورة إتخاذ المزيد من الحذر بسبب العناصر الإرهابية المتمركزة في بعض مناطق البلاد موضحة أن “بعض الجهات في البلاد تسجلٌ خطرا متزايد، منها جنوب شرق تونس على طول الحدود مع ليبيا، والمناطق الجبلية في غرب البلاد، بما في ذلك منتزه الشعانبي الوطني، إلى جانب المنطقة الصحراوية جنوب رمادة و المنطقة العسكرية، وأيضا ولاية جندوبة جنوب عين دراهم وغرب الشريط الحدودي الجزائري لكل من الكاف والقصرين، وسيدي بوزيد. كما حذرت أيضًا من استمرار عمل الجماعات الإرهابية في الجبال التونسية الغربية، في حين أن الصحراء في جنوب رمادة هي منطقة عسكرية خاصة من قبل السلطات التونسية.”
ولم تقتصر تحذيرات وزارة الخارجية الأمريكية على تونس فقط بل طالت كذلك الجزائر وليبيا وموريتانيا والمغرب ودول الساحل الإفريقي، حيث جاء في بيان الوزارة أن “توخي الحذر الشديد مطلوب عند السفر للجزائر بسبب الإرهاب”. وحثت كاتبة الدولة الرعايا الأمريكيين على عدم السفر إلى المناطق الجبلية جنوب العاصمة الجزائرية والمناطق المحاذية من الحدود الشرقية والجنوبية ومناطق في الصحراء الكبرى خصوصًا.
الجماعات الإرهابية تواصل التحضير لهجمات محتملة في تونس و الجزائر
وضمت قائمة المحاذير أساسًا المناطق الريفية التي تقع على بعد 50 كيلومتراً من الحدود مع تونس، في إشارة إلى المناطق القريبة لمنطقة الشعانبي التي تعدّ بؤرة عدم استقرار في المنطقة، وضمن حدود 250 كيلومتر من الحدود مع ليبيا والنيجر ومالي وموريتانيا بسبب الأنشطة الإرهابية والجنائية، في إشارة إلى خطر الاختطاف. وتتماثل نصائح السفر التي تعني الجزائر مع تلك الموجّهة للرعايا الأمريكيين المتوجهين لتونس، حيث دعوا قبل أيام لتجنب التوجه للمناطق المجاورة لمنطقة جبل الشعانبي المحاذية للأراضي الجزائرية، بسبب وجود خطر عالي لجماعات إرهابية هناك وتستعمله مركزا لانطلاق الهجمات على القوات الحكومية التونسية.
وحثّت أيضا على تجنّب السفر براً إلى الصحراء الكبرى. وقالت إن الإرهابيين والجماعات الإجرامية تنشط في أجزاء من الصحراء الكبرى، وأوصت بشدة بالسفر جواً وليس براً عند التنقل إلى الجنوب، في إشارة إلى وجود مخاوف الوقوع في يد خاطفين قد يستعملونها رهائن لطلب فدية.
وذكر مجلس السفر التابع لوزارة الخارجية الامريكية، أن الجماعات الإرهابية تواصل التحضير لهجمات محتملة في تونس، معتبرة أنه بإمكان الارهابيين الهجوم دون سابق إنذار، وذلك عبر استهداف مواقع سياحية ومراكز النقل العمومي والمتاحف والمنتجعات والفنادق والمهرجانات والنوادي الليلية والمطاعم والمواقع الدينية والأسواق ومراكز التسوق والمباني الحكومية و قوات الأمن.
كما حذّرت كتابة الدولة الأمريكية من أن الجماعات الإرهابية تواصل التخطيط لهجمات محتملة في الجزائر. ونبّهت إلى أن الإرهابيين قد يشنّون هجمات دون سابق إنذار وأنهم قاموا مؤخرًا باستهداف قوات الأمن الجزائرية. وذكرت أيضًا أن معظم الهجمات تحدث في المناطق الريفية، لكن الهجمات يمكن أن تنظّم في المناطق الحضرية على الرغم من وجود الشرطة المكثّف والنشيط. وذكّرت بالهجمات التي وقعت بقسنطينة وعزابة بسكيكدة وتيارت وناحية سيدي بلعباس، حيث قتل وجرح عدد من عناصر الأمن. وخرجت منطقة القبائل من قائمة المناطق التي يتوجّب الحذر الشديد عند السفر إليها، والتي كانت مدرجة في بيانات سابقة ضمن قائمة النواحي التي يوجد فيها خطر متزايد بسبب نشاط جماعات إرهابية هناك أعلنت ولاءها لتنظيم الخلافة.
و أشار مجلس السفر للخارجية الامريكية إلى أن حالة الطوارئ الوطنية لا تزال سارية المفعول في البلاد، والتي تمنح قوات الأمن مزيدًا من اليقظة للحفاظ على النظام وتسمح للحكومة التونسية بالتركيز على مكافحة الإرهاب. ودعت الخارجية الأمريكية موظفي سفارتها إلى تقديم مطلب للحصول على تصريح خاص للسفر خارج مدن تونس الكبرى وذلك في حالات الطوارئ.
تحذيرات للأمريكيين من السفر إلى ليبا و الجزائر
كما دعت المواطنين الأمريكيين في تونس بأن يكونوا حذرين عند استخدام وسائل النقل العام، لأسباب أمنية، وتجنب المظاهرات والحشود، والتشاور مع وسائل الإعلام المحلية بحثًا عن الأحداث الهامة لتكون على استعداد لضبط خططهم.
وفي ذات السياق، حذّرت وزارة الخارجية الامريكية بشكل خاص من التطورات في ليبيا التي لا تزال تؤثر على الوضع الأمني على طول الحدود التونسية الليبية في مناطق مثل رأس جدير والذهيبة، وكذلك في مدينتي بن قردان ومدنين، مبرزة أنه غالبًا ما تكون الحدود مع ليبيا مغلقة أمام حركة المرور مع إشعار قصير لفترات طويلة، كما نبّهت الوزارة الأمريكية مواطنيها بعدم السفر إلى زيارة ليبيا.
وحذرت كتابة الدولة الأمريكية من ظاهرة إغراء المواطنات الأمريكيات اللواتي يقابلن رجلًا جزائريًا على الأنترنت وإقناعهن بالسفر إلى الجزائر بغرض الزواج ثم يُحتجزن ضد إرادتهن. وحمل التحذير شكوى من القيود التي تفرضها السلطات الجزائرية على تحرك الدبلوماسيين الأجانب خارج العاصمة. وقالت إن لدى الحكومة “قدرة محدودة على توفير خدمات الطوارئ لمواطني الولايات المتحدة خارج مقاطعة الجزائر بسبب قيود الحكومة الجزائرية على سفر موظفي الحكومة الأمريكية، أي الأعوان الدبلوماسيين”. ويتوجب على السلك الدبلوماسي الأجنبي العامل بالجزائر الحصول على رخص للتنقل خارج العاصمة، والمعمول به منذ حادثة اختطاف دبلوماسيين عرب في التسعينيات بضواحي بومرداس.
هشام الفراتي: “تحذيرات الدول الغربية من سفر رعاياها لتونس تقلصت”
أكد وزير الداخلية التونسي هشام الفراتي، الإثنين الماضي، أن تحذير الولايات المتحدة الأمريكية لرعاياها من السفر لم يقتصر على تونس فقط وإنما شملت التحذيرات عدد من بلدان العالم. وذكّر الفراتي في ندوة صحفية بالبرلمان، أن بريطانيا خفضت من عدد تحذيراتها لرعاياها من السفر لتونس، مما دفع بعدة بلدان أوروبية إلى اتخاذ نفس إجراء التقليص من التحذيرات. وتابع الوزير أن موقف عدد كبير من الدول الغربية تغير ايجابيا نحو تونس، باستثناء بعض المناطق الحدودية بالبلاد التونسية التي تحبذ هذه الدول عدم توجه رعاياها.
شارك رأيك