الرئيسية » الذكرى الثامنة لثورة 14 جانفي : مازلنا نتطلع الى قهر الاستبداد !

الذكرى الثامنة لثورة 14 جانفي : مازلنا نتطلع الى قهر الاستبداد !

في مثل هذا اليوم من عام 2011 توج الشعب التونسي ثورته بهروب رأس الاستبداد، لتبدأ مرحلة جديدة : معقدة وصعبة وأظنها ستكون طويلة، رهانها الأساسي ربح معركة الحرية : حرية الفرد وحرية الوطن وهما متلازمان متكاملان، وذلك بمواجهة وهزم مظاهر الاستبداد الكامنة في أذهاننا و في سلوكياتنا.

بقلم فتحي الهمامي *

أعني الاستبداد ذلك المتعلق بالمفهوم الشامل للاستبداد ومن مظاهره: انتشار الجمود الفكري وضيق الصدر عن قبول الآخر المختلف، نزعة تمجيد الماضي و الإكراه على إتباعه، طغيان الأنانية بكافة أشكالها (الأنا – الفئة – العائلة – الحزب – المركز – الجهة) على حساب المشترك والوطن الجامع، سيطرة مفهوم الجماعة على حساب مفهوم الفرد، رواج الأعراف القهرية المكبلة للطاقات، انفراد الأقلية بمصير و مقدرات البلاد و الجور الاقتصادي و الاجتماعي…

وإن تحققت بعض المكاسب في السنوات اللاحقة للثورة في إتجاه تمكين الفرد و أساسا في المجال السياسي من حرية نسبية في التعبير و الإختيار و التنظم و لكن دون إنجاز تقدم حاسم لفائدته على المستوى الحرية الاقتصادية والاجتماعية، بقي الوطن في حالة وهن وضعف وخارج عن مفهوم التحرر الحقيقي، كيف لا وهو مكبل بالديون و التزاماتها ويعاني التبعية في مجالات عدة…

لهذا أرى أنه لا مجال لتجسيم حرية كليهما (المواطن والوطن) خارج تفعيل مفهومي المواطنة والوطنية المتكاملان والمناقضان لمفهوم الإستبداد.

فالمواطنة من حيث أنها تجسيم للحق و الواجب في نفس الوقت و الوطنية بمعنيي الإيثار و اعلاء للمصلحة العامة، هما أساسان قويان لاحداث نقلة حاسمة ضد الإستبداد.

* عضو هيئة مديرة سابق للرابطة التونسية لحقوق الإنسان.

مقالات لنفس الكاتب بأنباء تونس : 

الشرطي الضحية… و الشرطي “الجلاد”

نهى بشيني والإيواء بالرازي في القانون التونسي

الاتحاد العام التونسي للشغل ، إلى أين الاتجاه على ضوء تحاذبات “قرطاج 2″؟

 

 

شارك رأيك

Your email address will not be published.

error: لا يمكن نسخ هذا المحتوى.