أسفرت إنتخابات المؤتمر الخامس للإتحاد النقابي لعمال المغرب العربي المنعقد أمس الجمعة 8 فيفري 2019 بتونس عن إختيار الأمين العام للإتحاد العام التونسي للشغل نور الدين الطبوبي أمينًا عامًا للإتحاد النقابي لعمال المغرب العربي.
من الجزائر : عمّـار قـردود
جاء هذا الإختيار تقديرًا للإتحاد العام التونسي للشغل وتقديرًا لمجهودات الأمين العام في تجميع إتحاد النقابات المغاربية و إعادة إحيائه حسب ما قاله المكلف بالإعلام بإتحاد الشغل غسان القصيبي مضيفا أن لوائحا حول الوضع بالمنطقة المغاربية ستصدر في ختام المؤتمر الخامس للإتحاد النقابي لعمال المغرب العربي الذي وقع اختيار موعد انعقاده بتونس بالتزامن مع ذكرى أحداث ساقية سيدي يوسف (8 فيفري 1958).
وكان الأمين العام لإتحاد الشغل أعرب في كلمة القاها في إفتتاح أشغال المؤتمر عن الأمل في ان تعجّل الأمانة العامة التي ستنبثق عن هذا المؤتمر بوضع أرضية عمل نقابية مغاربية تساعد على تفعيل دور المنظّمة النقابية وتأكيد وجودها في المشهد الإقليمي والعربي والدولي.
واعتبر انّ العمل على إصلاح المنظومة المؤسّساتية المغاربية لاتّخاذ القرار، وفق مقتضيات التسيير الديمقراطي والحوكمة التشاركية، أصبح أمرا متأكّدا، مقدما جملة من المقترحات لإكساب هذه المنظومة المزيد من النجاعة، ومن بينها بالخصوص خلق آليات خاصّة باتّخاذ القرار والاستشارة ثلاثية أو متعدّدة الأطراف تحت إشراف منظّمة العمل الدولية، واتخاذ إجراءات عمل قائمة على التمييز الإيجابي لتأمين تمثيلية المرأة في هياكل القرار.
الطبوبي وسيدي سعيد : “شيلني و نشيلك”
كما دعا الى دعم الملتقى المغاربي الدوري لوزراء العمل حتّى يقوم بدوره في وضع السياسات النشيطة للتشغيل داخل الفضاء المغاربي وفي رسم مقاربة جديدة للهجرة، ووضع آلية تتكفّل بعرض ما يتّخذ من قرارات مغاربية أساسية على أنظار المواطنين ورصد ردود فعلهم إزاء تلك القرارات، مبرزا ضرورة التعجيل بالتصديق على ميثاق الحقوق الاجتماعية الأساسية لعمّال المغرب العربي بعد تحيينه على ضوء المتغيّرات الحاصلة.
ومن المقرر أن يتم إنتخاب الأمين العام للإتحاد العام للعمال الجزائريين عبد المجيد سيدي السعيد، قبل إختتام أشغال المؤتمر الخامس للإتحاد النقابي لعمال المغرب العربي، رئيسًا للإتحاد النقابي لعمال المغرب العربي الذي تم إعادة بعثه وتفعيل هياكله تمامًا مثلما إنفردت “أنباء تونس” بالكشف عنه في مقال تم نشره بتاريخ 28 جانفي الماضي تحت عنوان “الإعلان عن إعادة بعث الإتحاد المغاربي العام للعمال يوم 8 فيفري 2019 بتونس” تم فيه الإشارة إلى ” أن الأمين العام للإتحاد العام للعمال الجزائريين -أكبر نقابة عمالية في الجزائر – عبد المجيد سيدي السعيد قد تمكّن من إقناع الأمين العام للإتحاد العام التونسي للشغل – أكبر نقابة عمالية في تونس – نور الدين الطبوبي بضرورة إعادة بعث الإتحاد المغاربي العام للعمال المقبور منذ سنوات.
وبحسب ذات المصادر فإن سيدي السعيد أبلغ نظيره الطبوبي بأنه هو من سيتكفل بدفع جزء من الأموال اللازمة لإعادة تفعيل هذا الهيكل النقابي الإقليمي الهام، مُشترطًا عليه ترؤسه مع منح منصب الأمين العام لنور الدين الطبوبي، وأن هذا الأخير رحّب بالفكرة وأبدى موافقته المبدئية و أنه تم الإتفاق على مباشرة الإجراءات الإدارية و القانونية و التنظيمية للإعلان عن اعادة بعث الإتحاد المغاربي العام للعمال خلال الشهر المقبل- فيفري الجاري -“. و”أنه تم الإتصال بالإتحاد المغربي العام للشغل فقط الذي قرر الحضور لكن كمتابع أو ملاحظ فقط، وأنه سيتم إعلان إعادة بعث الهيكل النقابي المغاربي بمشاركة 3 دول مغاربية فقط في البداية، على أن يتم الإتصال بكل من ليبيا و موريتانيا مستقبلاً. وأنه تقرر بالتنسيق بين سيدي السعيد والطبوبي الإعلان عن ذلك بصفة رسمية يوم 8 فيفري بمناسبة ذكرى أحداث ساقية سيدي يوسف في ندوة صحفية بالعاصمة التونسية”.
قناعة حقيقية أم مجرد وسيلة لتحقيق أمجاد شخصية؟
وكانت مصادر نقابية جزائرية قد كشفت لـــ”أنباء تونس” أن إعادة بعث الإتحاد العام المغاربي للعمال عبارة عن صفقة يريد الأمين العام للإتحاد العام للعمال الجزائريين عبد المجيد سيدي السعيد استغلال النقابة العمالية التونسية لحصدها المنصب الذي يوجد مقره بالعاصمة التونسية وهي خطة لكي يجد النقابي الجزائري منفذا دوليا يحميه بعد مغادرة الجزائر تحضيرًا لمرحلة ما بعد بوتفليقة. وأن الاتحاد العام التونسي للشغل تم إستغلاله فقط من طرف سيدي سعيد للهروب وإيجاد غطاء دولي له بعد فقدانه منصب الإتحاد العام للعمال الجزائريين خلال الأيام المقبلة.
على إعتبار أن النقابي الجزائري سيدي سعيد تكبّد هزيمة نكراء وقاسية في إنتخابات الكنفدرالية الدولية للنقابات لأنه ساند مرشحة مساندة من طرف النقابات الإسرائلية في إطار صفقة دولية – ونفس الشيء فعله القائد النقابي التونسي الطبوبي – ولهذا يريد الهروب عبر بوابة تونس وإعادة بعث الإتحاد المغاربي العام للنقابات، وذلك بعد أن تناهى إلى مسامعه بأن فضائحه في قطاع البريد و تكنولوجيا الإتصالات سيحركها ضده نائب وزير الدفاع الوطني الجزائري الفريق أحمد قايد صالح لمعاقبته على التهجم على الوزير الأول الجزائري السابق المُقال عبد المجيد تبون ومساندة رجل الأعمال الجزائري ورئيس منتدى رؤساء المؤسسات “أفسيو” علي حداد الذي قرر الإستنجاد بأمريكا مؤخرًا.
فهل إعادة إحياء الهيكل النقابي المغاربي هو نابع عن قناعة حقيقية أم مجرد وسيلة لتحقيق أمجاد شخصية؟ خاصة و أنه ينزامن مع الإحتفال بمرور 30 سنة على تأسيس إتحاد المغرب العربي الكبير.
الإعلان عن إعادة بعث الإتحاد المغاربي العام للعمال يوم 8 فيفري 2019 بتونس
شارك رأيك