سجل المستشفى الجهوي بولاية القصرين إصابة مرأة حامل بمرض إلتهاب السحايا (Meningitis) وهو مرض خطير ويمكن أن يكون قاتلا. هذا المرض يؤدي إلى إلتهاب الأغشية المسماة بالسحايا المحيطة بالدماغ والحبل الشوكي ويقترن هذا الإلتهاب بتحفيز علامات وأعراض مميزة لهذه الحالة كالصداع والحمى وتيبس الرقبة.
مراسلة فيروز الشاذلي
تحدث معظم الحالات بسبب عدوى فيروسية ولكن العدوى البكتيرية والفطرية يمكن أن تؤدي أيضًا إلى التهاب السحايا، ويمكن أن تتحسن حالة إلتهاب السحايا من تلقاء نفسها وفقًا لسبب العدوى خلال أسبوعين، أو يمكن أن يكون الإلتهاب حالة طارئة خطيرة على الحياة مما يتطلب علاجًا بالمضادات الحيوية.
إضافة لذلك فالكل يعرف أنه من المفروض أن المستشفى الجهوي يعيش حالة طوارئ بسبب تسجيل حالات عديدة لمرض الحصبة التي تسببت في 2 حالات وفاة على الأقل ولكن بالرغم من ذلك فالإطار الطبي لقسم الأشعة المتكون من 2 أطباء إختصاصيين في ميدان الأشعة في عطلة في نفس الوقت ولم يقع تدارك هذا الخطأ الفادح في ولاية تضم نصف مليون ساكن.
إحتجاج المرضى المرتادين على المستشفى
لذلك وجد المرضى نفسهم ملزمين على التنقل للولايات الأخرى للقيام بعملية تصويرهم بآلة المفراس (scanner) بالرغم من وجود حالات حرجة لا تستطيع التنقل لمسافات بعيدة كالطفلة التي وقعت ضحية حادث مرور من قبل سيارة تهريب أو المرأة الحامل التي وقع نقلها إلى ولاية قفصة من أجل عملية التصوير بالأشعة لتشخيص مرضها.
هذا الإستهتار بأرواح الناس أثار إحتجاج العديد من المرضى المرتادين على المستشفى الجهوي وقد حملوا المسؤولية كاملة لهذه الفوضى التسييرية للمسؤولين الإداريين مطالبين بمحاسبتهم ذلك أنهم رخصوا للأطباء في الخروج في عطلة بدون إحترام مبدأ إستمرارية الخدمات في المرفق العمومي للصحة وذلك بتناوب الطبيبين في التمتع بعطلة وكذلك خرق مبدأ إستمرارية العمل الذي يضمنه القانون العام للوظيفة العمومية فما بالك بقطاع الصحة والذي من المفترض أن يكون حق دستوري منصوص عليه في الفصل 38 من الدستور : “الصحة حق لكل إنسان تضمن الدولة الوقاية والرعاية الصحية لكل مواطن، وتوفر الإمكانيات الضرورية لضمان السلامة وجودة الخدمات الصحية”.
حاليا سوف يجبر المرضى على إنتظار إرسال ملفات الأشعة إلى مستشفى ولاية سيدي بوزيد للتحصل على تقاريرها وهو وضع سيستمر إلى حين قدوم طبيب من أحد المستشفيات الجامعية للعمل في الإستمرار بالمستشفى الجهوي بالقصرين.
صعف الإمكانيات وعشوائية في التسيير
هذه العشوائية في التسيير كان لها أثر واضح كذلك على مستوى تقدم إنجاز المشاريع الجديدة الخاصة بتركيز الأقسام ضمن مشروع توسعة المستشفى الجهوي فمنذ سبعة سنوات لا يوجد تقدم كبير في إستكمالها نظرا للنقص الفادح لتكوين الطاقم الإداري على متابعة الصفقات العمومية وهو نقص ينسحب كذلك على مستوى إنجاز الصفقات العمومية للتزود بمختلف المواد الطبية والمستلزمات المكتبية ومواد الغذائية.
هذه المشاكل زادها تعقيدا نقص الإطار الطبي فمثلا منذ ثلاثة سنوات تم بناء قسم خاص بالأمراض النفسية ولكن لم يتم تجهيزه لعدم وجود إعتمادات في الغرض ولم ينتدب طاقم طبي اختصاص نفسي وحاليا يتم استغلال مقر قسم الطب النفسي من طرف أعوان قسم الإسعاف الطبي في إنتظار إنهاء مرحلة صيانة قسم الإسعاف الطبي.
شارك رأيك