أكدت دراسة حديثة نشرها مركز “بيو” الأمريكي، أن 67 في المائة من التونسيين البالغين يحرصون على أداء الصلاة يوميًا، وهي نسبة مرتفعة نسبيًا مقارنة بباقي دول العالم التي شملتها الدراسة، وبقطع النظر عن مدى جديتها وصدقيتها فإن هذه الدراسة تناقض ما يروج عن التونسيين بأنهم مسلمين لا يلتزمون بأداء الشعائر الدينية.
إعداد عمّـار قـردود
أفاد مركز “بيو” للأبحاث (Pew) الذي يعد مؤسسة بحثية مستقلة، تتخذ من العاصمة الأمريكية واشنطن مقرًا لها، في دراسة له تم نشرها غرة ماي 2019 حول نسب أداء الصلاة في مختلف الديانات من قبل الأشخاص البالغين، في 102 دولة عبر العالم، أن التونسيون متمسكون بصلاتهم و يُحافظون عليها و إحتلوا مرتبة متقدمة نسبيًا عالميًا.
وأوضحت الدراسة أن 67 في المائة من التونسيون يحرصون على أداء الصلاة بشكل يومي، محتلين بذلك المرتبة السادسة عربيًا، بعد الجزائريين (88 في المائة) والجيبوتين (86 في المائة)، والمغاربة (79 بالمائة)،
والأردنيين (76 في المائة) والمصريين (72 في المائة)، ولكن قبل اللبنانيين (52 في المائة)، مع الإشارة إلى أن الدراسة لم تشمل دول الخليج العربي.
أما عالميًا ،فقد حلت أفغانستان في المرتبة الأولى بحوالي 96 في المائة، متبوعة بنيجيريا بـ95 في المائة، ثم الجزائر فالسنغال.
وبخصوص الدول الأوروبية، قد كشفت الدراسة أن 10 في المائة من الفرنسيين يؤدون الصلاة بشكل يومي، فيما يحرص 23 في المائة في إسبانيا على أدائها يوميًا، وتبلغ النسبة في اليونان 30 في المائة، وتنزل النسبة في ألمانيا إلى 9 في المائة، فيما ترتفع في تركيا إلى 60 في المائة.
الفقراء يُصلّون أكثر من الأغنياء…
وأكدت الدراسة أن أداء الصلاة لها علاقة بالمستوى المعيشي للأفراد، مشيرة إلى أن النسبة ترتفع في البلدان التي تسجل معدلات متدنية من حيث حصة الفرد من الناتج الداخلي الخام، وتنخفض في الدول الغنية.
وأوضح المركز البحثي الأمريكي أن الدول الغنية التي يتجاوز نصيب الفرد فيها أكثر من 30 ألف دولار سنويًا، يوجد بها أقل من 40 في المائة من الأشخاص البالغين الذين يحرصون على أداء الصلاة بشكل يومي، مقدما مثالا باليابان التي يبلغ نصيب الفرد فيها 38 ألف دولار، ويوجد بها 33 في المائة فقط من الأشخاص البالغين الذي يؤدون الصلاة يوميا، وكذا النرويج التي يبلغ فيها نصيب الفرد 68 ألف دولار، حيث تصل فيها النسبة إلى 18 في المائة.
في الطرف الآخر من الطيف الإقتصادي، تميل الدول ذات الثروة الأقل إلى الحصول على معدلات صلاة أعلى. في الواقع، فإن كل بلد حيث يقول 70٪ على الأقل من البالغين أنهم يصلون كل يوم يبلغ إجمالي الناتج المحلي للفرد أقل من 20.000 دولار. على سبيل المثال، في مصر ، حيث يقول 72٪ أنهم يصلون يوميًا، يبلغ إجمالي الناتج المحلي للفرد حوالي 11000 دولار. وفي أفغانستان، حيث يقول 96٪ من البالغين أنهم يصلون كل يوم، يبلغ إجمالي الناتج المحلي للفرد حوالي 2000 دولار.
تتوافق هذه النتائج على نطاق واسع مع البيانات الأخرى التي تشير إلى أن مستوى ثروة بلد ما يتناسب عكسيا مع مستويات الإلتزام الديني التي تقاسها ردود الإستطلاع حول الصلاة اليومية، والإيمان بالله وحضور الخدمات الدينية والأهمية المعلنة للدين في حياة الفرد. بمعنى آخر، يميل الناس في البلدان الفقيرة إلى أن يكونوا أكثر تديناً من الناس في البلدان الأكثر ثراءً.
ومع ذلك ، لا تتمتع كل دولة ذات ثروة منخفضة بمستوى عالٍ من الصلاة اليومية. في فيتنام وبلغاريا – حيث يبلغ نصيب الفرد من إجمالي الناتج المحلي 6000 دولار و 19000 دولار على التوالي – تبلغ حصة البالغين الذين يقولون أنهم يصلون يوميًا 14٪ و 15٪ (من بين جميع البلدان البالغ عددها 102 دولة التي تم فحصها، يبلغ متوسط الحصة الوطنية للأشخاص الذين يقولون أنهم يصلون يوميًا 49٪).
تظهر العديد من الأنماط الإقليمية في البيانات. على سبيل المثال، معظم البلدان التي شملها الإستطلاع في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى لديها نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي أقل من 10،000 دولار ومعدلات أعلى من المتوسط للصلاة اليومية.
في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، نجد أن نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي في جميع البلدان تقريبًا أقل من 20.000 دولار وأعلى من متوسط أسعار الصلاة اليومية. الإستثناء هو إسرائيل، حيث يبلغ نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي 34000 دولار و 27 ٪ فقط يقولون أنهم يصلون كل يوم.
55 في المائة من الأمريكيون يحرصون على أداء الصلاة يوميًا
من جانب آخر أوضحت الدراسة أن حالة الولايات المتحدة الأمريكية تبقى خاصة، فعلى الرغم من أن نصيب الفرد من الناتج الداخلي الخام يقارب 60 ألف دولار سنويًا، إلا أن 55 في المائة من الأمريكيين يحرصون على أداء الصلاة يوميًا.
شارك رأيك