كشفت دراسة طبية دولية حديثة أن تونس من ضمن الدول التي تُسجل فيها نسب منخفضة نسبيًا من حيث معدلات إنخفاض الوزن عند الولادة، و إحتلت المرتبة السابعة عربيًا والثانية مغاربيًا بنسبة 7.5 في المائة. وهو في مسنوى معدلات الدول المتقدمة.
إعداد عمّـار قـردود
و قد أفادت الدراسة التي نشرت نتائجها مجلة “لانسيت غلوبال هيلث” العلمية بأن أكثر من 20 مليون طفل في العالم يعانون من إنخفاض الوزن عند الولادة، الذي يعرف على أنه أقل من 2500 غرام، بما يعادل حوالي طفل من بين كل سبعة أطفال في جميع أنحاء العالم، وفق بيانات عام 2015.
وأشرف على الدراسة التي شملت 148 دولة و281 مليون ولاد باحثون من كلية لندن للصحة وطب المناطق الحارة ومنظمة “اليونيسف” ومنظمة الصحة العالمية. و قد حذرت من أن الإنخفاض السنوي في معدلات إنخفاض الوزن عند الولادة سوف يحتاج إلى مضاعفة وتيرة الجهود الحالية لتحقيق الهدف العالمي المتمثل في خفض معدل إنتشار انخفاض الوزن عند الولادة بنسبة 30 في المائة بين عامي 2012 و2025، بما في ذلك في البلدان ذات الدخل المرتفع.
وكانت جميع الدول الأعضاء في منظمة الصحة العالمية، 195 دولة، قد التزمت عام 2012 بخفض معدل إنتشار نقص الوزن عند الولادة بنسبة 30 في المائة بحلول عام 2025، مقارنة بمعدلات عام 2012.
وتوجد تونس ضمن الدول الإفريقية التي تشهد إنخفاضا ملحوظا من حيث نسبة ولادات الأطفال الذين يعانون من إنخفاض الوزن عند الولادة، بمعية كل من أنغولا ( 15.3 في المائة)، والكاميرون ( 12 في المائة)، والجزائر( 7.3 في المائة) ، بينما جاء بلد مغاربي في المرتبة الرابعة إفريقيا ويتعلق الأمر بالمغرب بعد جزر القُمر ( 23.7 في المائة)، وغينيا بيساو (21.1 في المائة)، والسنغال ( 18.5 في المائة).
عربيًا، تصدرت جزر القُمر القائمة ( 23.7 في المائة)، ثم المغرب (17.3 في المائة) تليه الإمارات العربية المتحدة (12.7 في المائة)، والبحرين (11.9 في المائة)، وسلطنة عُمان (10.5 في المائة)، والكويت (9.9 في المائة)، وتونس (7.5 في المائة)، وقطر (7.3 في المائة) و الجزائر( 7.3 في المائة).
وتربعت البنغلاديش على قائمة الدول التي بها أعلى نسبة للأطفال الذين يعانون من إنخفاض الوزن عند الولادة في سنة 2015، بـ 27.8 في المائة، بينما توجد النسبة الأدنى في السويد، وتتراوح النسبة بين 6 و 8 في المائة بخصوص الدول المتقدمة كالولايات المتحدة الأمريكية 8 في المائة، والمملكة المتحدة 7 في المائة، وفرنسا 7.4 في المائة، وإيطاليا 7 في المائة، وألمانيا 6.6 في المائة.
ووفق الدراسة، يعد النمو الضعيف في الرحم سببًا رئيسيًا لانخفاض الوزن عند الولادة في البلدان منخفضة الدخل. أما في المناطق الأكثر تطورًا، فغالبًا ما يرتبط إنخفاض الوزن عند الولادة بالخداج، أي ولادة الطفل بعد 37 أسبوعًا من الحمل.
وحذرت الدراسة من أن الإنخفاض السنوي في معدلات إنخفاض الوزن عند الولادة سوف يحتاج إلى مضاعفة وتيرة الجهود الحالية لتحقيق الهدف العالمي المتمثل في خفض معدل إنتشار انخفاض الوزن عند الولادة بنسبة 30% بين عامي 2012 و2025، بما في ذلك في البلدان ذات الدخل المرتفع.
ودعا مؤلفو الدراسة إلى إتخاذ إجراءات فورية لمعالجة الأسباب الكامنة وراء إنخفاض الوزن عند الولادة، وضمان توفير الرعاية السريرية للأطفال الصغار، وأن يتم وزن كل الأطفال عند الولادة وتسجيل ذلك في البطاقة الصحية.
وتحدث الدكتور مرسيدس ديونيس، المؤلف المشارك للدراسة والخبير بمنظمة الصحة العالمية، عن بعض الأسباب التي تؤدي إلى إنخفاض وزن الأطفال عند الولادة، وقال: “يمكن أن يولد الطفل في وقت مبكر جدًا، قبل الأوان، أي قبل إكمال 37 أسبوعًا من الحمل. أو يمكن أن يولد صغيرًا جدًا بسبب تأخر النمو داخل الرحم. أو يمكن أن يولد في وقت مبكر للغاية ويولد صغيرًا جدًا. وبالطبع هؤلاء هم الأطفال الأكثر عرضة لخطر العواقب السلبية.”
وتابع أنه “من المهم جدًا رعاية الأمهات أثناء الحمل بحيث يشمل ذلك التدخلات والمكملات الغذائية مثل الحديد وحمض الفوليك أو الكالسيوم في تلك المجتمعات التي لديها كمية منخفضة من الكالسيوم. من المهم أيضا الإنتباه إلى حالات الحمل ومعالجتها مثل مضاعفات الولادة المزمنة، ومنها اضطراب إرتفاع ضغط الدم أثناء الحمل. هذه ظروف خطيرة للغاية يمكن أن تؤدي إلى وفيات الأمهات أو الرضع”.
رابط الدراسة كاملة باللغة الإنجليزية.
…
شارك رأيك