أعلن المجلس الدستوري استحالة تنظيم الانتخابات الرئاسية الجزائرية التي كانت مقررة في 4 جويلية المقبل، وإعادة تنظيمها من جديد، بعد أن أكد رفضه لملفات المترشحين الاثنين،حيث أنه تقدم للترشح لهذه الرئاسيات مرشحين إثنين فقط بعد أن تم إنسحاب عدد من المترشحين حوالي 75 مترشح بسبب الرفض الشعبي لهذه الإنتخابات في ظل وجود “الباءات الثلاث” في إشارة إلى الرئيس الجزائري المؤقت،عبد القادر بن صالح،و رئيس الحكومة نور الدين بدوي و رئيس البرلمان معاذ بوشارب و الذين يعتبرون من بقايا النظام البوتفليقي البائد.
وجاء في بيان للمجلس “اجتمع المجلس الدستوري أيام 21، 24، و 27 رمضان عام 1440 الموافق 26، 29 مايو، و 01 يونيو 2019، للتداول حول ملفات الترشح لانتخاب رئيس الجمهورية، المقرر إجراؤه يوم 4 يوليو 2019، وفصل برفض ملفي الترشح المودعين لديه بقرارين فردين تحت رقم 18/ ق. م. د/19 المؤرّخ في 01 يونيو 2019، و رقم 19/ ق. م. د/19 المؤرّخ في 01 يونيو2019.وبناءًا على قرار المجلس الدستوري رقم 20/ ق. م. د/19 المؤرخ يوم 01 يونيو 2019 والذي صرّح بموجبه استحالة إجراء انتخاب رئيس الجمهورية يوم 4 يوليو 2019، وإعادة تنظيمه من جديد”.
وأضاف “وبناءًا على ديباجة الدستور التي نصت في فقرتها الثانية عشر ” إنّ الدّستور فوق الجميع، وهو القانون الأساسي الذي يضمن الحقوق والحرّيّات الفرديّة والجماعيّة، ويحمي مبدأ حرّيّة اختيار الشّعب، ويضفي المشروعية على ممارسة السّلطات، ويكرّس التداول الديمقراطي عن طريق انتخابات حرّة ونزيهة”. وبناءًا على المواد 7، 8، 102 )فقرة(6 ، 182 و193 من الدستور.
وبما أنّ المؤسِّس الدستوري خوّل مهمة السهر على احترام الدستور للمجلس الدستوري.وبما أنَّ الشعب هو مصدر كل سلطة ويمارس سيادته بواسطة المؤسّسات الدستورية التي يختارها.
وبما أنَّ الدستور أقر ان المهمة الأساسية لمن يتولى وظيفة رئيس الدولة هي تنظيم انتخاب رئيس الجمهورية، فإنه يتعيّن تهيئة الظروف الملائمة لتنظيمها وإحاطتها بالشفافية والحياد، لأجل الحفاظ على المؤسّسات الدستورية التي تُمكن من تحقيق تطلعات الشعب السيّد،كما يعود لرئيس الدولة استدعاء الهيئة الانتخابية من جديد واستكمال المسار الانتخابي حتى انتخاب رئيس الجمهورية وأدائه اليمين الدستورية”.
الرئيس الجزائري المؤقت سيعلن عن تأجيل الرئاسيات غدًا الإثنين
بعد أن أفتى المجلس الدستوري في قضية إستحالة إجراء الإنتخابات الرئاسية المقررة في 4 جويلية المقبل،من المنتظر أن يُعلن الرئيس الجزائري المؤقت،عبد القادر بن صالح،عن تأجيل الرئاسيات غدًا الإثنين بمناسبة ليلة الشك الخاصة بتحرّي هلال شوال في خطاب له إلى الأمة بمناسبة حلول عيد الفطر المبارك،كما قد يُعلن عن إنطلاق جلسات وطنية للحوار مع مختلف ألأوان الطيف السياسي و الإيديولوجي في الجزائر تحسبًا لتنظيم إنتخابات رئاسية حرة و نزيهة تُشرف عليها هيئة وطنية مستقلة تتكون من إطارات كفؤة و مشهود لها بالنزاهة.
ثاني تأجيل للإنتخابات الرئاسية في ظرف شهرين
و يُعتبر هذا ثاني تأجيل للإنتخابات الرئاسية في الجزائر بعد التأجيل الأول الذي أعلن عنه الرئيس الجزائري السابق عبد العزيز بوتفليقة في مارس الماضي،أين تم تأجيل الرئاسيات التي كانت مقررة في 18 أفريل الماضي و هو ما يؤكد أن حل الأزمة الخطيرة التي تعيشها الجزائر لا يزال بعيدًا. ويرفض بعض الجزائريون إجراء أي انتخابات في الجزائر في ظل بقاء رموز النظام السياسي السابق على رأس الدولة، ومنهم الرئيس عبد القادر بن صالح والوزير الأول نورالدين بدوي، ويطرحون فكرة الذهاب مباشرة إلى مرحلة انتقالية.
مقابل ذلك، تصر المؤسسة العسكرية على البقاء في السياق الدستوري، مثلما أكدته خطابات نائب وزير الدفاع، رئيس أركان الجيش، أحمد قايد صالح، في أكثر من مناسبة.
عمّار قردود
شارك رأيك