“قرطاج لفنون الراب” هو أول مهرجان تنظمه وزارة الشؤون الثقافية والمؤسسة الوطنية لتنمية المهرجانات والتظاهرات الثقافية والفنية لفنون الراب يومي الأربعاء 4 سبتمبر والخميس 5 سبتمبر 2019 بالمسرح الروماني بقرطاج.
الراب، الهيب هوب، الريغي تون، الآر أن بي، كل هذه الفنون خرجت من الشارع. اتسعت قاعدتها الشعبية شيئا فشيئا. استغلت جيدا وسائل الاتصال الحديثة واستغنت في البداية عن وسائل الإعلام التقليدية. حتى صارت أرقاما عالية في المشاهدة على اليوتيوب. ومن “الديجيتال” بدأت في الخروج نحو الفضاءات الخاصة ثم العامة. وجدت جمهورا كبيرا في انتظارها. فكان لا بد من “الاعتراف” بها.
يومي الإربعاء والخميس كان إذن لجمهور مهرجان قرطاج موعد يؤسس لتظاهرة سنوية، وفي برمجته عدد كبيرمن الفنانين الذين يقدمون الراب الفني أو التجاري، الريغي تون، الآر أن بي، وغيرها من الموسيقات الجديدة.
في السهرة الأولى لقرطاج لفنون الراب، تمت تهيئة المسرح الروماني بقرطاج جيدا للحدث. على الركح شاشات عملاقة ومنصة للدي جي. لا مكان للكراسي، فقط المدارج التي استقبلت جمهورا كبير العدد جاء متحمسا للغناء والرقص مع “نجومه”.
وفي الساحة الخارجية للمسرح استقبل “دي جي” الجمهور بدعوة من يرى في نفسه الموهبة لتقديم الراب إلى إثبات ذلك ب”فري ستايل”. و”الفري ستايل” هو من مصطلحات الراب وطقوسه أيضا، له صلة ب”ثقافة الكلاش” بين الرابورات. فالخلاف بين “رابور” وآخر تترجمه أغان في شكل “فري ستايل” بمعنى أن صاحبها يقدم أغنيته بأسلوب حر للرد أساسا على من يختلف معه أو لإثبات قدراته على الكتابة.
شارك في “الفري ستايل” بالساحة الخارجية للمسرح الروماني بقرطاج العديد من محبي الراب والطامحين الى التموقع داخل هذا العالم.
في كواليس المسرح الروماني بقرطاج كل شيء جاهز لليلة استثنائية: الكاسترو، علاء، كافون، أرماستا وجي جي آ، في تمام الاستعداد للقاء الجمهور. لكن قبل ذلك، التقى بهم الدكتور محمد زين العابدين وزير الشؤون الثقافية وعبر عن دعم الوزارة لهم فالمشهد الثقافي متعدد والوزارة لا تقصي أحدا بل تحث على التنوع و تدعم تكافؤ الفرص.
بعد “دخلة” الدي جي التي حمست الجمهور أكثر فأكثر كانت مفاجأة سهرة الأربعاء 4 سبتمبر 2019 نايسترو التونسي المقيم في فرنسا، صاحب “featuring” الأكثر نجاحا العام الماضي “Bellacio” مع ماتر جيمس، “فيتا”، “داجو” و”سليمان”. ونايسترو (اسمه الحقيقي نبيل) أصيل القصرين، ولد ويعيش في مارسيليا، كان يمارس الرياضات القتالية، وله صوت أوبيرالي استثنائي.
ثم كان الموعد مع “آل. كاسترو” الذي أطل مرفوقا بعدد من الراقصين وغنى بحماس مع الجمهور “ما نحيرش” مؤكدا إحساسه بالخوف من اعتلاء ركح قرطاج. بعد فقرته أطل علاء صديق البدايات، فكلاهما عرف بقصته مع مسقط الرأس الزهروني، انطلقا معا قبل أن يشق كل منهما طريقه بنفسه. ولعلاء الكثير من قصص النجاح التي حاول اختصارها في عدد من الأغاني من بينها “متاع شنية”، U.S.I””، “Used to”، Safe”” وغيرها…
أما “جي جي آ” فهو واحد من أكثر الرابورات قوة على مستوى الكلمة. يسمي الأشياء بمسمياتها ولذلك لا يجد أي حرج في غناء “الكلام الأحرش” من “Mean Muggin” إلى “سلم علاهم”، و”دينيرو” وغيرها…
أما كافون فقد بدا مرتبكا أمام الجمهور الذي كان يريد الاستماع إلى العديد من أغانيه: “نحب نقلع”، “ديما زاهي”، “شق شق”…
ولأرماستا تجارب كثيرة وعدد كبير من الfeaturings قدم منها اثنين مع سي المهف في آخر أغانيه “يا لا لي”، ومع ميساء في أغنية “كارامل” مع التذكير بأنه يخوض مع ميساء أول تجاربه كمنتج.
يذكر أن الموعد الثاني في تظاهرة “قرطاج لفنون الراب” كان ليلة الخميس 5 سبتمبر 2019 مع كل من كلاي بي بي جي، الرادي، سمارا، سنفرة وبازامان.
بلاغ.
شارك رأيك