سرد المحامي مهدي زقروبة وضعية سجين فرنسي طاعن في السن يعاني من سرطان الرئتين (في مرحلة متقدمة) وقد تخلف خلال ايداعه بسجن المرناقية عن حصة العلاج الكيمياوي مما تسبب في تدهور حالته الصحية وظهور تقرحات بكامل جسده وصلت حد ان تفوح منه رائحة كريهة.
وضعية الشيخ السجين والمريض وصفها المحامي مهدي زقروبة عندما كان في زيارة إلى السجن المذكور اين التقى بزميله الاستاذ البوسليمي (المحامي الذي ينوب السجين الفرنسي) وكان هناك في اظار زيارة لمنوبه الذي جيئ به وهو في حالة صحية حرجة جدا ..كما تحدث عن مقابلة جمعتهما (المحاميين) مع مدير المؤسسة السجنية الذي أكد انه كان متجاوبا بخصوص امكانية نقل السجين الفرنسي إلى احد المستشفيات او إلى إحدى المصحات غير انه تم في اليوم الموالي تم إعلام محاميه بوفاة “الشيخ” ليلا.
ودعا المحامي زقروبة كل من رئيس الجمهورية ووزيرة العدل إلى القيام بزيارات تفقدية إلى سجن المرناقية، متسائلا بكل حرقة “اي خطورة يشكلها رجل تجاوز السبعين اصاب السرطان رئتيه عاجز ان يقضي حاجته البشرية لوحده وكان قاضي التحقيق قد افرج عليه لانتفاء قرائن ادانته من ايواءه بالمستشفي او المصحة لعلاجه حفظا لكرامته”.
وفيما يلي نص التدوينة كاملا:
حال السجون في وطني
يوم العاشر من شهر أوت 2022
الساعة حوالي الواحدة بعد الزوال تنقلت الى السجن المدني بالمرناقية في اطار شأن مهنى التقيت بالاستاذ البوسليمي بصدد الانتظار لزيارة منوبه وجدته متوترا باعتبار وان مدة الانتظار طالت واعلمه ضابط السجون المكلف بالزيارات بحضوري ان منوبه الطاعن في السن اشتد به المرض ولم يجد من يقوم بتبديل الحفاظات له وان جسده متآكل به تقرحات .
الوضعية حسب ما افادني الزميل تخص مواطن فرنسي تعلقت به قضية تحقيقة عمره 73سنة اصدر قاضي التحقيق بطاقة ايداع بالسجن في حقه و بعد ورود نتيجة التساخير الفنية قرر الافراج عليه من سجن ايقافه لتعزز قرائن البراءة في حقه .
النيابة العمومية تستأنف قرار الافراج ودائرة الاتهام تقرر الابقاء عليه تحت مفعول البطاقة .
جيء بالشيخ الموقوف بعد ساعات من الانتظار وهنا سأنقل بكل امانة ماشاهدته شخصيا داخل اسوار السجن ووثقته كاميرا المراقبة داخل السجن .
شابين من نزلاء السجن عمرهما حوالي 35 سنة يحملان اوشمة في كامل ايديها وساقيهما يرافقهما ضابط بالزي
يدفعان كرسي اشبه بالمتحرك به ذلك الطاعن في السن
تتم مقابلته من طرف الزميل في الممر الذي تخرج منه السيارات الادارية التابعة للسجن تحت رقابة كاميرا المراقبة ولم يتم ادخاله الى مكاتب الزيارة الخاصة بالمحامين نظرا لوجود رائحة كريهة تنبعث من جسده بسبب تلك التقرحات التى اصابت جسده وقد يكون خوفا من العدوى.
كان في حالة صحية حرجة جدااا اثار الدماء والقيح الاصفر تخرج من قصبة الساقين واسفل القدمين وعليهما قطعة من الضمادات تغير لونها
يلبس حفاظات باعتبار عجزه عن قضاء حاجته البشرية وضعوا تحته قطعة من حشايا الموس باعتبار وان الكرسي كان كذلك في حالة متاٌكلة.
بطنه عاريه تاما باعتبار وانه يعاني من ضيق تنفس و غير قادر على الجلوس كان متكأ الى الخلف .
قابله الاستاذ لدقائق معدودة تحدث معه ووعده بأنه سيتحرك مع الجهات القضائية و السجنية لنقله الى المستشفى او حتى مصحة خاصة باعتبار تخلفه على حصة العلاج الكيمياوي
ونظرا لحالة منوبه الحرجة التى تستدعي التدخل العاجل والسريع توجهت مع الزميل الى مقابلة مدير السجن المدني بالمرناقية الذي استقبلنا
واعلمه الاستاذ البوسليمي بأن منوبه عليهم انقاذه و نقله مباشرة الى المستشفي لتدهور وضعه الصحي وانه يعاني من سرطان الرئتين وهو في مرحلة متقدمة وقد تخلف عن حصة العلاج الكيمياوي وان اثار القيح والدماء ظهرت فجأة على الزيارة السابقة له وهو ما اثار تخوفه وهو يخشي على حياته وطلب منه اعلام الوكيل العام بمحكمة الاستئناف و وزارة العدل بوضعية منوبه .
للامانة مدير السجن كان متجاوبا طلب ملفه الصحى داخل السجن وأكد على الممرض بحضورنا بضرورة التسريع في اجراءات عرضه على المستشفي الخارجي .
وطلب من الاستاذ تمكينه من ملفه الصحي الذي ارسلته العائلة فاعلمه انه قدمه الى قاضي التحقيق وانه سيقدم له نسخة من الغد .
وقد وقع تمكين الاستاذ من الرقم الخاص داخل السجن لمنوبه وذلك لايداع حوالة مالية يقع بها توفير مواد التنظيف و الحفاظات .
وقد ارسلت له سفارة بلاده وفدا لزيارته عند ايقافه في اطار متابعة وضعيات رعاياها واتصلت بمحاميه لمتابعة المسار الاجرائي في الملف .
توجه الزميل بالامس الى البريد التونسي لايداع حوالة بريدية بأسم منوبه المريض ثم التوجه الى السجن حاملا معه الملف الطبي
وعند تقديم بطاقة الزيارة الى الادارة لتمكينه من مقابلة منوبه تم اعلامه بأنه قد توفي ليلا .
لا اريد تحميل المسؤوليات لأحد لكن التقصير واضح وثابت من جهات عدّة تركت مواطنًا فرنسيًا نشترك معه في الانسانية يموت بطريقة بطئية في زنزانة يرافقه فيها اناس محكومين بعشرات السنين قد تكون معاملتهم له سيئة خاصة وانه عند تبديل الحفاظات نعرف مايحصل من طرفهم وقد تكون هناك ردة فعل .
اي خطورة يشكلها رجل تجاوز السبعين اصاب السرطان رئتيه عاجز ان يقضي حاجته البشرية لوحده وكان قاضي التحقيق قد افرج عليه لانتفاء قرائن ادانته من ايواءه بالمستشفي او المصحة لعلاجه حفظا لكرامته ،
يا رئيس الجمهورية يا فاروق تونس اذهب الى السجن وزورا الكراكة ح وزيد اعمل طلة على جناح أ و ب و ج وزيد تفقد السيلون وشوف الناس كيفاش تعيش اسمع منهم مباشرة .
الاكتظاظ رهيب يامعالي الوزيرة جفال حتى قائمة العفو ممضاة ولم تفعل الى اليوم اعلمك ان مواطنا فرنسيا توفي بسبب الاهمال .
آلم مابعده الم كتبت هذه التدوينة بعد اتصال هاتفي من زميلي يخبرني فيها بتأثر شديد بأن ذلك السجين الطاعن في السن قد توفي.
شارك رأيك