نتحدث كثيرا عن الحبيب بورقيبة الأب الذي طبع بعمق تاريخ تونس المعاصر وننسى الإبن الذي كان وزيرا للخارجية وأحد مؤسسي المنظومة البنكية في تونس في الستينات والسبعينات من القرن الفائت. الباحث محمّد كِرّو أستاذ العلوم السياسية بالجامعة التونسية سيصدر في شهر ديسمبر 2019 كتاب حوارات مع هذا الرجل سيعرفنا به و يكشف جوانب من حياته و ذكرياته ومواقفه.
ننشر فيما يلي مقتطفا من هذا الكتاب الحواري يجيب فيه الحبيب بورقيبة الابن عن سؤال الهوية…
محمد كرّو: هل تشعر بأنك شرقي أم غربي؟
الحبيب بورقيبة الابن: بكليهما معا. نحن بتونس بحكم الواقع في غرب الشرق وفي شرق الغرب، أو أدنى من ذلك قليلا. أما على صعيد الجغرافيا الطبيعية، فنحن أقرب إلى الغرب من اليونان وإيطاليا بكثير. ولكني لا أنكر وزن الجغرافيا الثقافية والتاريخية.
الحبيب بورقيبة الابن مع الرئيس جون كيندي.
أنا شخصيا، من حيث تكويني الفكري، غربي. إن الغرب الحديث، لهو مدرسة العقل والواقعية والحريات والإنسانيات. وبحكم ثقافتي العربية، أشعر بأني شرقي ولكني مثل كافة التونسيين، مختلف عن المشارقة. بل إني من جهة أخرى أخشى أن تكون البلاد قد شرعت سنة 1979،-تاريخ تحول مقرّ جامعة الدول العربية إلى تونس،- في عملية ”مَشْرَقَة” تترك السبيل مفتوحة أمام المُرائِين من أدعياء الدين، والديماغوجيين (الغوغائيين) والمنافقين والأصوليين. إن المشرق، رغم أصل الكلمة الاشتقاقي ليس ”الوجهة” الصحيحة.
شارك رأيك