أكّد الدكتور و الخبير في الشؤون المحلية الليبية رافع الطبيب في تدوينة نشرها على صفحته الرسمية على الفايسبوك أن عدم إستدعاء تونس لحضور مؤتمر برلين حول الحرب الأهلية في ليبيا يعود سببه الرئيسي إلى إعتبار الدول الفاعلة في تلك الأزمة أن تونس مجرد منصة لوجستية تابعة ل”الحرمليك العثماني”.
وكتب في تدوينته :
” في مؤتمر برلين، حين يحضر الاصيل، لا يستدعى الوكيل :
راسلني بعض الأصدقاء للاستفسار عن سبب عدم دعوة تونس الى مؤتمر برلين المزمع عقده في نهاية الاسبوع وعن منهجية اختيار الدول والكيانات الاقليمية التي ستناقش مستقبل البلد الجار.
لن اخوض في بعض تفاصيل الدعوات ولكن ساقدم جملة من الايضاحات :
1/ هذا المؤتمر هو اجتماع الجسورين والفاعلين واصحاب الاستراتيجيات ذات المنحى الوطني، لذا لا مكان لمن ارتضى لبلاده موقع التابع أو الممر اللوجستي أو المنصة … فلا تشاد ولا النيجر مستدعية باعتبارها بلدانا فاقدة السيادة ومندمجة ضمن المنظومة الأمنية العسكرية الفرنسية …
2/ تدخل أوروبا بشقيها الفرنسي والايطالي كابرز الخاسرين مقابل الحضور الوازن ميدانيا لروسيا. روسيا التي ستصبح “جارا” لتونس بفضل اعادة تشكيل الخريطة الجيوسياسية للمنطقة بعد منعرج حلب ونهاية مفاعيل “الربيع العربي” الذي لا نزال نحتفل به محليا.
3/ لدى البلدان القريبة والبعيدة اوراق ضغط ومساومة في الملف الليبي (الكونغو التي تساءل البعض عن سبب حضورها لها من الروافع في الداخل الليبي ما يجعلنا نخجل لمجرد طرحنا للسؤال!!!). على الرغم من طهر ايدينا في القضية الليبية (أتحدث عن شعبنا وليس عن الطاءفة الاخوانية العميلة) فاننا نتعرض للاقصاء ممن قدموا انفسهم كاصدقاء ومساندي تحولنا الديمقراطي.
4/ ابتداءا من اليوم، كونوا على قناعة ان تونس خرجت من التاريخ والجغرافيا ونشرة الأخبار ولم يبقى لها سوى الاحوال الجوية…فبربكم، لا تعيدوا تكرار الجملة الركيكة “تقاليدنا الديبلوماسية”!!!!
5/ أخيرا … مؤتمر برلين هو بمثابة مادبة للكواسر الجاءعة التي ستفترس ليبيا ومقدراتها ولن نترك حتى الفتات لبقية الدول.
تدمع العين عند كتابة التدوينة … خيل الي أنني اعيش في بلد سيد … افيق من وهمي لاكتشف ان عهد الايالة عاد بفعل سواعد ملعونة انتخبت مخصيي الحرمليك العثماني.
ثورة منحرفة دفنت حلم السيادة … وجعلت منا وكيلا في خدمة اصيل متخلف.”
شارك رأيك