و نحن على مشارف العودة المدرسية 2022-2023، و أمام انحدار المستوى التعليمي بصفة مخيفة و تأخره في المؤسسات العمومية أمام المدارس الخاصة و تغولها و تكاثر المدارس الأجنبية بدون تطويق، علق اليوم الإثنين 29 أوت، د. الصادق شعبان، وزير العدل و وزير التعليم العالي في عهد بن علي و المساند للرئيس قيس سعيد، بالتدوينة التالية:
“اصلاح التعليم الان …
جرت احداث متفرقة في الاونة الاخيرة تدعونا الى الاسراع باصلاح التعليم … تدهور اللغات … تدهور الكفايات … ترتيب في ذيل القائمات الدولية … اضرابات عشوائية …
كانت هناك اصلاحات متفرقة … متبعثرة … و اصلاحات الاصلاحات … و ضاع التلميذ و المعلم و الولي … و ضاع المشغل … و نعرف ان اصلاح التعليم يهم اجيال و يكون على المدى الطويل … و العدو فيه التذبذب … و غياب الرؤية …
اليوم كل العالم ينساق في معايير تتوحد … علينا ان نتبعه و نسير معه … لا نعتقد اننا سوف نخلق العجلة من جديد …
اصلاح التعليم هو ام الإصلاحات… لان المدرسة هي مصنع المجتمع و مستقبل الاقتصاد و محدد مصير الامة …
و التعليم هو حقا القطاع الاستراتيجي بالمعنى الأمني للكلمة …
فالتعليم هو وحدة البلاد ، و هو وطنية التونسيين ، و هو الكرامة الوطنية …
و التعليم هو تنافسية الاقتصاد ، و الاداة لاكتشاف المواهب ،
و التعليم هو الامل في نفوس الاطفال ، و هو المصعد الاجتماعي ، و هو الطبقة الوسطى …
التعليم هو الاستقرار، و هو الحرية المسؤولة ، و هو الديمقراطية الحقيقية …
بالتعليم فقط نحقق حلم الاجدادفي بناء أمة تونسية تنافس الأمم الكبرى …
رجال الإصلاح منذ قرن و نصف راهنوا على التعليم … دولة الاستقلال منذ ستين سنة راهنت على التعليم و خصصت نصف الميزانية لتربية الأطفال و ضمان صحتهم …
اليوم لا مستقبل لتونس دون تعليم جيد …
لذا يجب ان يكون التعليم في مقدمة الإصلاحات… الان
كلنا نعرف ان التعليم في انحدر … و المدرسة العمومية تتأخر… و المدرسة الخاصة ليست فس متناول الأطفال… و في تعدد المدارس الأجنبية خطر يحب ان يطوق …
المستويات متدنية بصورة مخيفة و ليس هناك حاجة الى دواء او مسكن و انما هناك حاجة الى جراحة قد تكون مؤلمة …
ما يجب الانتباه إليه هو ان التعليم قطاع يحتاج الى مواكبة دائمة لا اى إصلاحات ظرفية …
كما يجب الانتباه الى ان التعليم من اهتمام كبار دول العالم و فيه توجهات كبرى مستقرة نحتاج إلى معرفتها و إلى تبنيها. .
اصلاح التعليم سهل من حيث ما يجب فعله ، فالعالم كله متفق على هذا … و صعب من حيث كيف يجب التنفيذ ، و ايجاد المال و تدريب المعلمين و التصدي للعقليات الرافضة …
التعليم اكثر القطاعات حاجة الى المقارنات و التموقعات و المواكبات و الى تجديد المضامين و تدريب المعلمين و الترابط مع حاجات السوق في عالم مفتوح شديد التنافس و التغيرات …
المجلس الاعلى الذي ورد في الدستور هو مجلس هام … لكن يحب الا يكون على شاكلة المجالس السابقة … عليه ان تكون له إدارة قارة تواكب المستجدات في لداخل و الخارج و تجمع المعطيات …
و عليه ان يستعين بكفاءات تستشرف و تقارن …
كما يجب ان يتمتع بصلاحيات واسعة لوضع الثوابت و تحقيق الحد الادنى من الاستقرار رغم تغير الوزراء و تعدد الهياكل …
الدينار الذي ينفق في التعليم هو استثمار لا مثيل له على كل المستويات الاقتصادية و السياسية و الثقافية … و كلفة التعليم لا تساوي شيئا امام كلفة الجهل … و ها نحن نلمس كلفة الجهل اليوم …
لذا ، اصلاح التعليم لا ينتظر … و كل الإمكانيات يجب أن توضع الان ، و الكلمة الاخيرة للكفاءات ، دون تغول الاحزاب أو النقابات …
الاصلاح عاجل جدا … كل سنة تأخير لها كلفة باهضة …
أ. د الصادق شعبان
شارك رأيك