رغم التحذيرات التي بادر بإطلاقها الأطباء بضرورة التوقي وأخذ الإحتياطات اللازمة من فيروس كورونا، إلاّ أنّ الاستهتار الذي أظهره البعض، وحالة اللامُبالاة التي تنمّ صراحة عن غياب وعي مُجتمعيّ، يقتضي لزامًا وقفة تأمّل وإعادة نظر في العديد من المقوّمات والمفاهيم.
بقلم الدكتور علاء الدين سحنون *
إنّ الأولويات المطروحة التي يجب إعادة النظر فيها – فيما نرى- إعادة الاعتبار إلى ثقافة المسؤولية المجتمعية، لأنّنا نراها مسلكا قويما بإمكانه أن يُمثّل حركة تصحيحية لما آلت إليه الأوضاع. إنّ اللّبنات الأولى لهذا المشروع، مُنطلقه الرئيس القيام بالعديد من المُراجعات في مستوى الخيارات السياسية والتنموية القائمة، وإصلاح ما يُمكن إصلاحه قبل فوات الأوان.
ومع ذلك، نلحظ اليوم نسمات وعي جماعيّ يُغذّيه حسّ وطني وشعور بالإنتماء إلى هذا الوطن الحبيب الذي يتطلّع إلى غد مُشرق من طرف نخبة مثقفة كانت قد غيبت من المشهد الإعلامي و لطالما أقصيت على مستوى أخذ القرار أطباء من القطاعين الخاص والعام مهندسين و قضاة واقتصاديين وغيرهم.
إنّ ما نعيشه اليوم يُشكّل امتحانًا حقيقيًّا لوحدتنا الوطنية، واختبارًا لنُكران الذات، سيما في ظلّ هذه الهبّة الجماعية خاصة من الكوادر الطبية والشبه طبية المتواجدين بالصفوف الأولى في هذه المعركة.
إنّنا نرى بأنّ هذه الهبّة الجماعية يُمكن أن تكون مُنطلقًا حقيقيّا لهذه الحركة التصحيحية، فهي الدعامة الأولى التي يُمكن على أساسها القيام بالعديد من المُراجعات في مستوى الخيارات والأولويات المطروحة، وعلى رأسها التعليم والصحة والفلاحة؛ إنها الدعائم الأساسية الناهضة بالأمم والشعوب.
لقد جعلنا من بعض التفاهات قدوة لأبنائنا، في الوقت الذي يجب أن يكون العالم والمثقف والطبيب… هم القدوة، رغم إيماننا بأهمية المُكوّن الثقافي في حياة الإنسان، فهل سنستوعب الدرس، أم تكون سحابة صيف وتمضي؟
* رئيس فرع سوسة لنقابة أطباء القطاع الخاص وعضو لجنة مكافحة الكوارث بأكودة.
شارك رأيك