في هذه الحرب التي تخوضها تونس ببسالة منذ أسابيع ضد وباء الكورونا، سنصنع التاريخ وسنسجل هذه الأيام العصيبة بمداد الفخر في سجل التضحيات التي قُدمت فداء للوطن…
بقلم الدكتور فوزي عداد *
هذا الصباح وبعيدًا عن إدعاءات الفوز الزائفة … أعلمكم أني متفائل أكثر من أي وقت مضى والسبب في ذلك يعود إلى أننا كنا سباقين لجملةٍ من الدول الأوروبية في أخذ جميع الاحتياطيات والتدابير اللازمة… ووضعنا آلات الكشف الحراري بالمعابر الحدودية. والفضل يعود في ذلك إلى نظرة وزيرة الصحة السابقة، الدكتورة سنية بن الشيخ الإستشرافية. وإلى خلية الأزمة التي تفعلت وتموقعت على الميدان قبل أن نُسجِّل أول حالة إصابة وافدة بفيروس كورونا المستجد. والتي دامت لأسابيع، منذ ظهور الوباء في الصين…
منذ البداية تحوطت تونس من الكوفيد 19 واعتبرته “جائحة” وليس وباء كما وصفته عندها، تقصيرا، منظمة الصحة العالمية… حيث انتقلنا إلى السرعة القصوى في تطويق الأزمة… وقد كانت استراتيجية المقاومة منذ البداية قائمة على أرض الواقع، وكانت التقارير اليومية تُحَلّلُ وتناقش وتُتّخذُ من بعدها القرارات.
ثم جاء بعد ذلك التفطن إلى أول حالة إصابة بفيروس كورونا مع دخول الدكتور عبد اللطيف المكي وزير الصحة الجديد وزارته و الذي كان له الفضل في الإبقاء على فريق العمليات الجاهز سلفا لمتابعة تطور الوباء ومحاصرته، والذي دفع الحكومة إلى اتخاذ إجراءات مؤلمة على المستوى الاقتصادي في وقت لم تسجل فيه البلاد سوى بضع حالات إصابة معزولة. وتم إعلان الحجر الصحي الشامل في تونس في 22 مارس عندما سجلت البلاد 89 حالة، مقابل 9.172 حالة في إيطاليا و 9,163 حالة في فرنسا.
اليوم عدد الوفيات في تونس يزداد ببطء. وهو مؤشر جيد للسيطرة على الوباء…
سادتي الكرام، بقاؤكم في المنازل واجب، في انتظار تعميم الفحوصات والكشف عن حالات الإصابة وعزلها ثم علاجها تفاديا لتسجيل خسائر في الأرواح أو نقائص في عدد الأسرة الإستشفائية…
الأطباء والممرضون وأعوان الصحة يربطون الليل بالنهار ويستعدون على قدم وساق لهذه الحرب، بالرغم من بعض النقائص… ولكن بفضل عزيمتنا الصلبة وإصرارنا على النجاح سنرفع لواء النصر وسنكتب معا صفحة مشرقة من تاريخ هذا الوطن العزيز.
* أستاذ متخصص في الأمراض القلبية.
شارك رأيك