إنطلاقا من رغبة وحرص إدارة المهرجان على مواصلة إحياء السينما ودعم السينمائيين والمساهمة في تجاوز الواقع الذي فرضته جائحة كورونا والتي كان تأثيرها بحسب المختصين مدمّرا على القطاع الثقافي عموما، تنتظم الدورة الثالثة لمهرجان “دوكوميد” DocuMed من 8 إلى 21 جوان 2020.
بقلم رياض بوسليمي *
الجديد بالنسبة لهذه الدورة هو أنّها جاءت منسجمة مع الوضعيّة الصعبة المذكورة، حيث ستتاح فرصة متابعة العروض السينمائية الوثائقية المختارة ولأوّل مرة عن بعد وعبر منصة إلكترونية يتم النفاذ إليها بواسطة الموقع الإلكتروني للمهرجان، وهي بادرة أولى من نوعها من شأنها التخفيف من وطأة الأزمة ودعم المجهود الوطني المبذول في هذا الإطار، كما هو تثمين لدور الثقافة عموما والسينما الوثائقية على وجه الخصوص في إدارة هذه الظرفيّة.
وللإشارة فإنّ المشرفين على المهرجان قاموا باختيار مجموعة متميّزة من الأفلام وعددها 26 فيلما من جملة ما يزيد عن 400 فيلما. وممّا يزيد من قيمة وأهميّة هذه التظاهرة هو أنّ باقة الأفلام المختارة هي ممثّلة لعدد هام من دول المتوسّط وهي: الجزائر، البوسنة والهرسك، إسبانيا، مصر، فرنسا، اليونان، إيطاليا، لبنان، فلسطين، البرتغال، صربيا وتونس. وهذا ما يدّل على تنوّع الرؤى وتعددها حول عالمنا التي ستتيحها هذه التظاهرة النوعيّة والتي سيكون للجمهور ولأحبّاء هذا النوع من السينما على موعد معها قريبا، كما ستمثّل هذه التظاهرة موعد هام لاكتشاف جديد هذا الجنس السينمائي على مستوى بلدان البحر الأبيض المتوسط اعتبارا لحداثة الأعمال المقترحة وتمثيلها الجغرافي الهام.
ومثلما أعلن عن ذلك المؤسس ومدير المهرجان المخرج فتحي السعيدي فإنّ إدارة المهرجان ستتيح الفرصة للجمهور العريض وعبرالمنصة الإلكترونية إنطلاقا من 8 جوان الجاري وإلى يوم 21 من نفس الشهر يعني على إمتداد ما يقارب الأسبوعين، لمشاهدتها والتبادل حول المواضيع التي تثيرها والتساؤلات التي تطرحها علاوة على أنّها فرصة هامّة للمهنيين والهواة والنقاد على حد السواء، للإطلاع على اتّجاهات السينما الوثائقية المتوسطيّة والاستفادة الأكيدة من آخر ما توصلت إليه على المستوى الفنّي ومن حيث المضامين وأساليب المعالجة. وهي مضامين في تناغم وانسجام مع أهداف المهرجان الأوّل من نوعه في تونس ومن بينها جعل التونسيين يكتشفون السينما الوثائقية المبدعة من خلال تسهيل اللقاءات بين الجمهور والأعمال وكتّاب السيناريو، ولاسيّما الأعمال التي تعالج مواضيع ومسائل من الواقع المتوسّطي.
كما دأب هذا المهرجان منذ الدورة الأولى على البحث على الأفلام الأكثر إبداعا واستقلالية، تنوّعا والتزاما.
وبإيجاز هو فرصة لا غنى عنها لاكتشاف وجهات نظر المبدعين في مجال السينما الوثائقية والمؤلفين حول العالم الذي نعيش فيه، حول تعقيداته وقضاياه الحارقة وأحداثه الراهنة ولمساءلة وفهم الإشكاليات المعاصرة.
وللتذكير فإنّ مهرجان السينما الوثائقية في تونس الذي تشرف على إدارته جمعيّة السينما الوثائقيّة التونسية ينتظم بالشراكة مع وزارة الشؤون الثقافية والمركز الوطني للسينما والصورة.
* مصمم مشاريع ثقافية.
شارك رأيك