هل فكر مليا قادة التيار الديمقراطي و حركة الشعب قبل أن يبدؤوا في الهرولة وراء نبيل القروي و حزبه قلب تونس املين في تكوين تحالف جديد بمواجهة حركة النهضة؟ التكتيك لا يخلو من سذاجة والمغامرة غير سالمة العواقب.
بقلم عماد البحري
التيار الديمقراطي و حركة الشعب يريدان البقاء في الحكم بعد سقوط حكومة إلياس الفخفاخ و يحلمان بتكوين حكومة جديدة بدون النهضة لأنها خبرا الحركة الإسلامية و أدركا أن قادتها لا يريدون شركاء في الحكم بل مجرد “تياسة” لكنها أدركا أيضا بعملية حسابية بيسيطة أنها غير قادرين على جمع ال109 صوتا الضرورية لحيازة ثقة البرلمان لحكومتها المرتقبة.
ما العمل إذن ؟ بدأ قادة حركة الشعب والتيار الديمقراطي يتحدثون بجدية عن إمكانية ضم حزب قلب تونس إلى تحالفهم متناسين نقطتين مهمتين.
النقطة الأولى أن قلب تونس متحالف مع النهضة و يصعب أن يغامر بالابتعاد عن هذه الحركة التي يرى أنها توفر الحماية (إلى حد اليوم على الأقل) إلى رئيسه نبيل القروي المتهم في قضايا تهرب ضريبي و فساد مالي و تبييض أموال.
النقطة الثانية تكمن في أن حركة الشعب و بدرجة أكبر التيار الديمقراطي أسسا حملاتهما الانتخابية و خطابهما السياسي على قضية محاربة الفساد والقطع مع المنظومة القديمة بينما نبيل القروي و قلب تونس يرمزان إلى الفساد و إلى المنظومة القديمة في نفس الوقت.
كيف يمكن لحركة الشعب و بدرجة أكبر للتيار الديمقراطي أن يقنعا ناخبيها بفكرة التحالف مع قلب تونس دون أن يفقدا كل مصداقية في نظر معظم التونسيين ؟
هناك نقطة ثالثة يجب التركيز عليها : قلب تونس سيبيع بأرفع الأسوام فكرة الانضمام الى الحزبين في تحالف ضد النهضة و بعد أن يأخذ منهما الاعتراف السياسي الذي يبحث عنه يدير بظهره عنهما و يعود إلى الموقع الأسلم في نظره وهو في حضن النهضة الدافىء.
و من هنا جاء عنوان هذا المقال : بهرولتهم وراء القروي، التيار و الشعب يلهثان وراء السّراب.
شارك رأيك