على إثر إسقاط لائحة سحب الثقة من رئيس مجلس نواب الشعب راشد الغنوشي، اليوم الخميس 30 جويلية 2020، تفاءل محسن مرزوق رئيس المشروع خيرا رغم الهزيمة لأن الأشياء أصبحت واضحة.
واضحة خاصة لهشام المشيشي ليشكل حكومته بعيدا عن الأحزاب و على هذه الأحزاب دعمه و حماية الحكومة المقبلة من النهضة و حلفائها في البرلمان.
هذا ما قاله مرزوق ظهر اليوم في تدوينة نشرها على الصفحة الرسمية لحركة مشروع تونس:
“في البداية لا بد من توجيه الشكر لكافة النواب الوطنيين الذين كانوا اليوم في مستوى المسؤولية الوطنية رغم الوعد والوعيد. ونتيجة أحداث اليوم في البرلمان أكبر من نتيجة التصويت ذاتها. وسيؤدي، إضافة لنتائجه السياسية، إلى تأطير استراتيجي لمسار تشكيل الحكومة. فما حصل اليوم في البرلمان يفتح الطريق أمام هشام المشيشي لتشكيل حكومة كفاءات مستقلة عن الأحزاب. فقد انقسم البرلمان كتلتين متناقضتين تعمقت الهوة بينها. مما يجعل تواجدها في حكومة محاصصة وهي تعيش كل هذه التناقضات إمّا مستحيلا أو عملا انتحاريا
إن ما فعلته ودفعته النهضة اليوم للدفاع عن حماقة بقاء رئيسها هدفا سهلا لإطلاق النار السياسي عليه ستدفع بسببه ثمنا أعلى وهو الخروج من الحكم بعد تشكيل حكومة غير متحزبة. وبذلك يكون خسرانها أكبر
لهذا السبب فإن القوى الوطنية الذكية ستلتفّ بكل تأكيد حول دعم حكومة مستقلة عن الاحزاب تشكّلها كفاءات وطنية. وعلى هذه القوى الوطنية أن تعمل، إن تشكّلت هذه الحكومة غير المتحزبة، أن تحميها من النهضة وحلفائها في البرلمان لتمكنها من العمل
أما إذا نجحت النهضة في عرقلة تشكيل هذه الحكومة في البرلمان، فلن يؤدّي ذلك واقعيا إلا إلى الذهاب لحل البرلمان. وهو توجه يعرف حلفاء النهضة الواضحون أو جماعة الأوراق الملغاة، أنه سيؤدي لانتخابات مبكرة ستلغيهم سياسيا كما سيؤدي لعقاب انتخابي أكبر للنهضة
لذلك فإضافة للخسران الاخلاقي والسياسي، فقد خسرت النهضة اليوم أيضًا الحكم إذا عرف السيد المشيشي كيف يتعامل مع الوضع لتشكيل حكومة تنأى عن الصراعات العنيفة وتخدم البلاد والعباد
أما ربح النهضة الوحيد فهو في بقاء رئيسها صيدا سهلا على كرسيه الكبير، كما حصل له في الاسابيع الماضية، ومن أجل شيخهم قفزوا في الهوّة
حلفاء النهضة ربحوا المشاركة في فرحة ربح أسيادهم المغشوشة وحسبهم ذلك ربحا
هشام المشيشي، إذا عرف من أين تؤكل الكتف، هو الرابح الأكبر، واذا قام بالاختيارات البديهية والواضحة والشجاعة، ستربح البلاد المأزومة في انتظار الحلول الجذرية: للذهاب للجمهورية الثالثة
طريق عبدها النواب الاحرار اليوم
وأرجو أن يكون الرئيس سعيّد التقط جملة مغازيها”.
شارك رأيك