هناك موجة ثانية على الأبواب من جائحة الكوفيد-19 في تونس كما في بقية العالم والحلول هي نفسها : التباعد الجسدي و الإجتماعي و إحترام الحواجز كيف الكمامة و عدم المصافحة و منع التقبيل … نظافة اليدين و إستعمال الماء و الصابون و الجال و الجافال ولا فائدة من الإستهتار.
بقلم د. رفيق بوجدارية *
لكن تبقى حاجة مهمة جدا وهي إبعاد المرضى و المسنين من دائرة الخطر، وذلك بوضعهم في حالة حضر صحي موجه أي ما تخرجوهمش و ما تقربوهمش، لأنهم أكثر عرضة للتوعكات الحادة التي تؤدي إلى الموت …
ما عدى ذلك لابد من مراجعة البروتوكول الصحي للوافدين من أجل إعادة الحضر الصحي بأسبوع على كل الوافدين دون إحتساب الألوان و التثبت من مصدر التحاليل المقدمة عند الدخول الى تونس و إعلان حالة الإستنفار الصحي alerte sanitaire في تونس لمنع تفشي المرض بصفة كبيرة خاصة وأن الغرب الليبي و الشرق الجزائري ممسوسين ياسر.
من الواضح المقدور عليه في تونس هو تفادي موجة حادة (Pic) لكي تتمكن المنظومة الصحية من مجابهة الوباء، وكفى إستخفافا بالوضع.
المسؤوليات مشتركة فيها ما للمواطن و فيها ما للدولة ولا فائدة من التهرب من المسؤولية.
يجب توفير الكمامات بالعدد الكافي و بالثمن الرمزي، يجب حملها خاصة في الأماكن المغلقة، و يجب مراقبة المقاهي و المطاعم بصفة جدية، و يجب إعادة التنظيم إلى وسائل النقل العمومية و يجب إعادة تنظيم العمل بالمؤسسات الصحية عبر مسالك خاصة و يجب التحضير لعودة التونسيين بالخارج إلى أماكن إقامتهم بالتكثير من مراكز التحليل داخل الولاية الواحدة … و يجب التحضير للعودة المدرسية من الآن بوضع خطة وطنية لجدولة العودة حسب الولايات و المستويات لكي لا نقع في فخ جديد… كما يجب علينا و هذا الأهم التكثير من عدد التحاليل و دعم ميزانية وزارة الصحة لهذا الغرض.
في الأخير نحن أمام خيارين، إما نتعامل مع الفيروس بشكل ذكي، شعارنا “لا تاذيني لا ناذيك”، وهو المقدور عليه، أو الإستهتار به و الثقة المفرطة في “الهريسة و الثوم و سيدي عڨارب و للا المحنية”… و سنجد أنفسنا عنها مجبرين على غلق البلاد مرة أخرى و هو أمر انتحاري من الناحية الإقتصادية…
علينا أن نختار من الآن، كل واحد منا مسؤول: القهواجي و الوتلاجي و الٱب و الأم و الإبن و المهاجر و الطبيب و الممرض و الإدارة و اتحادات الشغل و الأعراف و الفلاحة و المرأة…
* أستاذ محاضر مبرز استشفائي في الطب.
شارك رأيك