وانتصرت في تونسنا العزيزة ثقافة الحد الأدنى وانتصر معها فقه الإحباط… إحباط عمل الآخرين… كل شيء في الحد الأدنى بل تحت الحد الأدنى… الأجر الأدنى المضمون للدولة: شبه برلمان، شبه حكومة، وشبه رئيس…
بقلم عبد الرزاق بن خليفة *
النجاح بالنسبة لنا هو كيف نحبط عمل الآخرين؟ همنا : كيف تصنع حاكما لا يحكم… ورئيس بدون مرؤوسين وبرلمانا بلا قوانين…
هذا يتبجح بنجاح رئيسه في إحباط برامج خصومه… وهو لا برنامج له… سوى نصب الفخاخ..والأحابيل… وذاك يحتفي بالإجهاز على خصم آخر… لا أحد يحتفل أو حتى يتبجح بأي إنجاز… الجميع يرقص على جثث ضحاياه… نتمنى أن تكسر “حكومة الانجاز” هذه القاعدة…
وحتى لا نكتفي بلعن الظلام… على السيد هشام المشيشي وحكومته ألا يقنع بسياسة الحد الأدنى وأن يشرع في الإصلاحآت الكبرى… وألا ينساق وراء فكرة حكومة الإنجاز وما تعنيه من تناول تقني للمشاكل العالقة… وألا يرضى بسياسة إطفاء الحرائق… لأن معضلة الدولة في وسائل العمل وليس في البرامج… فأفضل البرامج غير قابلة للتنفيذ… في ظل البيروقراطية المقيتة وثقافة “أرجع غدوة”… وحروب الصلاحيات من أعلى الهرم إلى أسفله… و”أرخبيل” السلط الذي تكون داخل الدولة… فأصبح كل يتخفى وراء استقلاليته معتصما بصلاحياته حتى يرضي نرجسية تخفي بدورها عدم كفاءته… وعدم قدرته على البناء…
ننتظر من يشرع في بناء الثقة ويراجع “ماعون” الخدمة…
* ناشط سياسي.
شارك رأيك