في ظل الأزمة السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية الخانقة و الاحتجاجات و الإضرابات و توقيف الإنتاج و قطع الطرقات و في ظل تمعش و عربدة المافيات و اللوبيات، و بالنظر لما يجري في البرلمان و للعلاقة المضطربة بين الرئاسات الثلاث، ما هو الحل العملي و الواقعي حتى تخرج تونس من المأزق و الهوة السحيقة التي تردت فيها و التي تنذر بمخاطر جمة لا تحصى و لا تعد ؟
بقلم مرتجى محجوب
الحل و بكل بساطة، و اعتبارا لما ينص عليه الدستور من صلاحيات لرئيس الحكومة، تعد الأكبر و الأوسع، يتمثل في التوافق على رئيس حكومة يتمتع بمواصفات تجعله قادرا على كسب ثقة الشعب و على القيادة و على تقديم حلول شاملة و حينية لأزمات تونس المتعددة و المتشعبة.
لكن الرهان الأصعب و الذي قد يجعل هذا الحل مستحيلا و طوباويا، هو كيف يمكن الاختيار و التوافق على شخصية وطنية كارزماتية، مسيسة، مثقفة، قيادية، نزيهة، جريئة، شجاعة و ذكية، لتقود البلاد و العباد و تساهم في تطبيع الحياة السياسية و تخرجنا من الصراعات الإقصائية و الوجودية نحو تنافس سياسي ينبني على البرامج و الأفكار والرؤى الاستراتيجية في ظل دولة مدنية ملتزمة بدين الغالبية الساحقة لشعبها المسلم وأحزاب لا توظف الدين أو العرق أو الطائفة أو الجهويات المقيتة والمال السياسي الفاسد.
المطلوب رئيس حكومة ديموقراطي يكتسح و يحتل المشهد السياسي بأكمله، يستكمل التأسيس و يفرض احترام القانون و ينير الطريق و يعيد الأمل و التفاؤل و الحلم بمستقبل أفضل.
أعتقد بكل صراحة و أسف أنه تقريبا الحل الوحيد و الأخير المتبقي. و لكن أين هي هذه الشخصية القادرة على جلب احترام و ثقة و دعم أغلبية التونسيين ؟
شارك رأيك