في تدوينة نشرتها في ساعة متأخرة من مساء الاثنين 11 جانفي 2021 على صفحتها الرسمية بالفايسبوك، تكلمت الكاتبة و الجامعية ألفة يوسف عن زمن مضى و ولى باستراتيجية واضحة في التربية و عن زمن غلغلت فيه كل الأوبئة الإجتماعية.
و كتبت الجامعية ما يلي:
“كثيرون يشيرون الى أن حكامنا رديئون ، لأننا في جلنا رديئون…على أساس أنه كما تكونون يولى عليكم…
الامر ليس بهذه الآلية، لأني ممن يعتقدون أن للمسؤول الجدير دور ا كبيرا في تغيير المجتمعات والتاثير فيها…
مثالي في ذلك ما عشته زمن بورقيبة وأنا طفلة في المدرسة حيث كان المعلمون يهتمون بنا في أبسط ابجديات النظافة من تقليم اظافر ومشط شعر، ويعلموننا آداب التعامل وكيفية الوقاية من الأمراض الخ…
بورقيبة كان يمنع الأغاني الهابطة في التلفزيون، (طبعا العصر غير العصر ولا وجود لأنترنت)، كان يراقب الإذاعات ويرفض العبارات الخارجة…بغض الطرف عن موافقتك ذاك او اعتباره حدا من الحرية، فهذا يدل على وجود رؤية في التهذيب لشعب أمي في جله…هنا المسؤول يساهم في تغيير الشعب…
نأتي إلى اليوم، البرامج الهابطة التافهة التي تعج بها التلفزات الخاصة، والتي تتسامح مع العنف والعنصرية والميزوجينية والهوموفوبيا والجهوية، من الطبيعي أن تساهم في غلغلة كل هذه الأمراض الاجتماعية…
اليوم، يأتي مسؤول تلو مسؤول ليتحدث عن إجبارية لبس اللثام (الكمامة) ثم تخرج الى الشارع والمقاهي فترى الناس بلا كمامات…وبذلك يساهم المسؤول في “تشليك” صورة المسؤول، ومن ثم في “تشليك” صورة الدولة، وتصدير فكرة غياب المحاسبة إلى اللاوعي الجمعي…
أحيانا، اتساءل، ألم يكن الهدف الأساسي لأحداث 2011، والانقلاب الذي تلاها، هو كسر مفهوم السلطة، بمعناها الإيجابي الذي يضع حدودا للانا المتوحشة، ألم يكن الهدف الأساسي كسر المحاسبة بما هي قوام التجمعات البشرية، وذلك في إطار الترويج لمفهومي الفوضى الخلاقة أو التدافع الاجتماعي…
صحيح، بشكل ما كما نكون يولى علينا… لكن لا ننسى ايضا، انه كما يولى علينا نكون… وقد ولّوا علينا أسوأنا…فلن نتعجب ما بلغناه من حضيض…”.
شارك رأيك