واجه سالم لبيض النائب عن حركة الشعب في رسالة مطولة تم نشرها اليوم الاربعاء 3 فيفري 2021 على الصفحة الرئيسية لحركة الشعب، راشد الغنوشي رئيس البرلمان و رئيس حركة النهضة الاسلامية بالحقيقة كما هي و ذكره بسنه و بنهاية أسلافه و بالتاريخ الذي لا يرحم و بما جناه على البلاد… و العباد…
“ولقد كنت في لحظة ثورية بآمتياز لإعطاء الدرس لمن سبقوك من الحكام في النهوض بهذا البلد الموجوع والمأزوم الذي أعياه الفقر والبطالة والفساد، وإقامة نظام سياسي يوزع السلطة والثروة بالعدل والقسطاس بين التونسيين الذين أرهقتهم سرقات ثروات بلدهم وهيمنة القوى الأجنبية عليها، ولكن فاقد الشيء لا يعطيه، فأنت سليل فكر استبدل الوطن والأمة بالجماعة والتمكين لها. وما عاد العمر يسعفك بالتدارك والتعقيب لإصلاح حزبك أو إنقاذ بلدك فقد بلغت منه عتيا، ووهن العظم وانتهى الضعف منتهاه، وإن الزعماء الذين صنعوا أمجاد مجتمعاتهم ودولهم وبنو حضارات عملاقة وإصلاحات كبرى واحتلوا أمكنة محترمة بين الدول لم يكونوا في مثل سنك البتة، وإذا كنت تعتمد الرئيس الحبيب بورقيبة مثالا فإن حكومته بلغت أرذل عمرها في سنواتها الأخيرة وكذلك أمر الراحل الباجي قائد السبسي الذي حقق أقصى أمانيه المتجسدة في أن تنظّم له جنازة مهيبة عند وفاته تخرج من قصر قرطاج.
السيد رئيس مجلس نواب الشعب، أمامك فرصة بأن تلتقط اللحظة التاريخية وترتفع في أعين التونسيين وتعالج حال تونس مما تردت فيه من أمراض مزمنة وأزمات هيكلية تكاد تأتي على ما بقي من الدولة فتحولها هباء منثورا، فهي اليوم على وشك الحرب الأهلية التي لا تبقي ولا تذر، فتبدأ بإنقاذ البرلمان الذي لم تكن قادرا على تسييره، تحوّل في ظلّ إدارتك له إلى مسخرة وحلبة صراع وتنابز بجميع الألقاب حتى سال فيه الدم وساده قانون الغاب والبلطجة وهو محراب القانون ومنبره الأول والأخير، بأن تعرض نفسك على لجنة طبية محايدة، فتجد لك مخرجا مشرّفا، بدلا من أن تخرج من نافذة صغيرة عن طريق الانقلاب الطبي الذي أُخرج به الحبيب بورقيبة، وكنت أيدته آنذاك، أو عن طريق انتفاضة شعبية عارمة كما أزيح بن علي، ولك أن تختار قبل أن تضيّع فرصة الاختيار، فالتاريخ هو من يفرض قوانينه على هوى الأفراد.
النائب سالم لبيض”
شارك رأيك