راﺷد اﻟﻐﻨﻮﺷﻲ ﻫﻮ ﺯﻋﻴﻢ ﺍﻟخوانجية ﻓﺮﻉ ﺗﻮﻧﺲ ﺍﻭ ﻣﺎ ﻳﻌﺮﻑ باﻟﺘﻨﻈﻴﻢ ﺍﻟﺪﻭﻟﻲ للإﺧﻮﺍﻥ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺑﺈﻣﺎﺭﺓ ﺗﻮﻧﺲ… ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﻴﻦ ﻣﻤﺜﻠﻴﻦ ﻋﻨﻪ ﻓﻲ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﻭ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﺮﻑ ﺑﺎﻟﻌﺎﻣﻞ… ﻭﺍﻟﻐﺮﻳﺐ ﻓﻲ ﺍﻷﻣﺮ ﻓﺈﻥ ﺳﻠﻄﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﻞ ﻣﺤﺪﻭﺩﺓ ﻭ ﺗﺘﻤﺜﻞ ﻓﻘﻂ ﻓﻲ ﺟﻤﻊ ﺍلأﻣﻮﺍﻝ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺮﻳﺪﻳﻦ ﺗﻘﺘﻄﻊ ﻣﻦ ﻣﺪﺍﺧﻴﻠﻬﻢ ﺑﻨﺴﺒﺔ ﺧﻤﺴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺌﺔ ﻳﻘﻊ ﺟﻤﻌﻬﺎ ﻓﻲ ﺻﻨﺪﻭﻕ ﻳﺸﺮﻑ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺑﺼﻔﺔ ﻣﻄﻠﻘﺔ ﻭ ﻳﺘﺼﺮﻑ ﻓﻴﻪ ﺩﻭﻥ ﻣﺤﺎﺳﺒﺔ. لذلك ﻻ ﻧﺠﺪ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻢ ﺃﻣﻴﻨﺎ ﻟﻠﻤﺎﻝ ﻛﻤﺎ ﻓﻲ ﺑﺎﻗﻲ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﺎﺕ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ…
بقلم الصغير عبدو *
ﻭ اﻟﻐﻨﻮﺷﻲ ﻫﻮ ﺭﺋﻴﺲ ﻟﻠﺘﻨﻈﻴﻢ ﺍﻟﺴﺮﻱ ﻭ ﻳﻤﺜﻞ ﺑﺼﻔﺘﻪ ﻫﺎﺗﻪ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻢ ﻓﻲ ﺗﻮﻧﺲ ﻟﺪﻯ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻢ ﺍﻟﺪﻭﻟﻲ ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻳﺮﺃﺳﻪ ﺍﻟﻤﺮﺷﺪ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻼﺧﻮﺍﻥ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﻠﻘﻰ ﻧﻘﺪﺍ ﺑﺎﻟﺪﻭﻻﺭ ﺣﺼﺔ ﺍلإﺧﻮﺍﻥ ﺍﻟﺘﻮﻧﺴﻴﻴﻦ ﺍﻟﻤﺎﻟﻴﺔ ﻭ ﻳﺘﺴﻠﻤﻬﺎ ﻣﻦ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻢ ﺍﻟﺪﻭﻟﻲ ﻭﻫﻲ ﻋﺎﺩﺓ أﻣﻮﺍﻝ ﻳﻘﻊ ﺟﻤﻌﻬﺎ ﻣﻦ أﺭﺑﺎﺡ ﺷﺮﻛﺎﺕ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻢ ﺍﻟﺪﻭﻟﻲ ﻋﺒﺮ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻭ ﺧﺎﺻﺔ ﻣﻦ ﻫﺒﺎﺕ ﻭ ﺗﺒﺮﻋﺎﺕ ﺑﻌﺾ ﺍلأﻣﺮﺍﺀ ﺍﻟﺨﻠﻴﺠﻴﻴﻦ ﺧﺎﺻﺔ ﻣﻨﻬﻢ ﺍﻟﻘﻄﺮﻳﻴﻦ ﻭﻣﻦ أﻣﻮﺍﻝ ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ ﻭﻋﻠﻰ أﺳﺎﺱ ﺫﻟﻚ ﻓإﻥ ﺍﻟﻐﻨﻮﺷﻲ ﻳﻌﻴﺪ ﺗﻮﺯﻳﻌﻬﺎ ﻭ ﻳﻨﻔﻘﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻓﻘﺮﺍﺀ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻢ ﻭ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺋﻼﺕ ﺍﻟﻤﺴﺎﺟﻴﻦ ﻭ ﺍﻟﻄﻠﺒﺔ ﺍﻟﻤﻐﺘﺮﺑﻴﻦ…
ﻭ ﻟﻜﻦ ﻫﺎﺗﻪ ﺍلأﻣﻮﺍﻝ ﻟﻢ ﺗﺼﻞ ﻟﻤﺴﺘﺤﻘﻴﻬﺎ ﻣﺪﺓ ﺭﺑﻊ ﻗﺮﻥ ﻭﻭﻗﻊ ﺗﺒﺪﻳﺪﻫﺎ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻋﺎﺋﻠﺔ ﺍﻟﻐﻨﻮﺷﻲ ﺍﻟﺤﺎﻛﻤﺔ ﻭ ﺻﺮﻓﻬﺎ ﻓﻲ ﺷﺮﺍﺀ ﺍﻟﺬﻣﻢ ﻭ ﺍلإﻏﺪﺍﻕ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﻦ ﺍﻟﻤﻮﺍﻟﻴﻦ ﻣﺜﻞ ﺍﻟﻤﻨﺼﻒ ﺍﻟﻤﺮﺯﻭﻗﻲ ﻭ ﺣﺰﺑﻪ ﺍﻟﻤﺆﺗﻤﺮ ﻭﺑﻌﺾ ﺍﻟﺼﺤﻔﻴﻴﻦ ﻣﺜﻞ ﺍﻟﻤﺮﺣﻮﻡ ﺳﻠﻴﻢ ﺑﻘﺔ. ﻭ ﻛﺬﻟﻚ ﺻﺮﻓﺖ ﻓﻲ إﻧﺸﺎﺀ ﺷﺮﻛﺎﺕ ﺑﺎﻟﺨﺎﺭﺝ ﻋﺎﺩﺓ ﻣﺎ ﻭﻗﻊ ﺗﻔﻠﻴصها ﻗﺼﺪﺍ ﻭ ﺳﺮﻗﺔ أﻣﻮﺍﻟﻬﺎ.
“ﺍﻟﻠﻲ ﻳﺨﺮﺝ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻬﻀﺔ ﻳﺮﺟﻌﻠﻬﺎ ﻓﻠﻮﺳﻬﺎ“
و ﺍﻟﻐﻨﻮﺷﻲ ﺷﺨﺼﻴﺎ ﻫﻮ ﺍﻟﻤﺴﺎﻫﻢ ﺍلأﻭﻝ ﻓﻲ ﺟﻤﻴﻊ ﻫﺎﺗﻪ ﺍﻟﺸﺮﻛﺎﺕ ﻋﺒﺮ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻭ ﻳﺨﺘﺎﺭ ﺍﻟﺸﺮﻛﺎﺀ ﻣﻦ ﺑﻴﻦ أﻧﺎﺱ ﻻ ﺗﺠﻤﻊ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﻋﻼﻗﺔ ﺣﺘﻰ ﻳﺴﻬﻞ ﻣﺮﺍﻗﺒﺘﻬﺎ… ﻭ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺳﺒﻘﺖ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺑﺒﻀﻌﺔ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﻛﺜﺮ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺤﺔ ﺑﻴﻦ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺍﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻬﺠﺮ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻋﻔﻰ ﻋﻨﻬﻢ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﻓﻄﺎﻟﺐ ﻣﻨﻬﻢ ﺍﻟﻐﻨﻮﺷﻲ إﻋﺎﺩﺓ أﻣﻮﺍﻝ ﺣﺼﺼﻬﻢ ﺑﺎﻟﺸﺮﻛﺎﺕ ﻓﻨﺸﺐ ﺧﻼﻑ ﻛﺒﻴﺮ ﺍﻧﺬﺍﻙ ﻭ ﺍﺳﺘﺬﻛﺮ ﻫﻨﺎ ﻣﻘﻮﻟﺔ ﺣﺴﻴﻦ ﺍﻟﺠﺰﻳﺮﻱ ﺑﺒﺎﺭﻳﺲ ﻓﻲ 2009 ﻭ ﻫﻮ ﺍإﺑﻦ ﺍﻟﺮﻭﺣﻲ ﺍﻟﻤﺪﻟﻞ ﻟﻠﻐﻨﻮﺷﻲ ﻭأﻣﻴﻦ ﺳﺮ ﺻﻬﺮﻩ رفيق ﺑﻮﺷﻼﻛﺔ ﻓﻲ ﺍﺟﺘﻤﺎﻉ ﺑﺒﻌﺾ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺍﺕ ﺑﺎﻟﻤﻬﺠﺮ ﻭ ﺍﻟﺘﻲ ﻋﻔﺎ ﻋﻨﻬﺎ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ : “ﺍﻟﻠﻲ ﻳﺨﺮﺝ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻬﻀﺔ ﻳﺮﺟﻌﻠﻬﺎ ﻓﻠﻮﺳﻬﺎ“.
استحوذ الغنوشي على تنظيم الاخوان بتونس منذ نصف قرن و مرتبة أمير التنظيم تعني انه هو من يحكم فعليا في التنظيم و لا ينازعه أحد و البقية مهما علت مرتبتهم فهم مجرد مريدين لا حول لهم و لا قوة و كل ما يسمى بالشورى أو بالهياكل التنظيمية ليس إلا واجهة لا معنى لها و كلنا يعرف مصير من حاول معارضته داخل التنظيم او حتى التجرؤ على إبداء رأي مخالف.
الغنوشي أقرب إلى زعيم عصابة منه إلى رئيس حزب سياسي
الغنوشي عنيف بطبعه و بنى تنظيمه على عقيدة العنف فكل من يسميهم بشهداء الحركة هم في الواقع ضحايا زج بهم في المحرقة في مواجهة الدولة التي حمت نفسها و قد حاول عديد المرات الانقلاب عليها من أجل افتكاك السلطة بقوة الحديد و النار.
الغنوشي هو أقرب إلى زعيم مافيا أو زعيم عصابة منه إلى رئيس حزب سياسي لأنه في الواقع يلعب المال دورا هاما في السيطرة على التنظيم و زعامته للتنظيم ليست إلا زعامة و سيطرة على مقاليد الخزينة العامة للتنظيم و منابعها المالية بشكل تام. ولقد أدرك الغنوشي أن التمويل الأجنبي هو العمود الفقري للموارد و خاصة بعد فشل سياسة الاحتطاب و السطو على البنوك بداية الثمانينات (مجموعة الحبيب الضاوي الذي أعدم ) فكان عبد الفتاح مورو و الهاشمي الحامدي موجودين بالمملكة السعودية بداية الثمانينات للاتصال خاصة بالدوائر المالية هناك و تلقي الإعانات من هبات و زكاة خاصة أن بعض الأمراء السعوديين انذاك لم يكونوا مرتاحين لعلمانية الزعيم بورقيبة…
أصل الخلاف بين راشد الغنوشي و الهاشمي الحامدي نزاع مالي
نعرف فيما بعد سر الخلاف بين راشد الغنوشي و الهاشمي الحامدي تطور إلى نزاع مالي كما باقي النزاعات داخل التنظيم و التي لم تكن سوى خلافات مالية بالاساس. حيث أن الهاشمي الحامدي أصبح بفضل خبرته و علاقاته قد جمع للغنوشي مبالغ مالية ضخمة و رأى من حقه أن يحتفظ بجزء منها إلا أن جشع و طمع الغنوشي جعله ينتقم منه و يطرده من التنظيم… هذا الذي دفع بالحامدي لأخذ أشد الاحتياطات الأمنية لانه مدرك أن لهذا الطرد يمكن أن تنجر عنه عواقب وخيمة قد تمس سلامته الجسدية.
هنالك أيضا ملف الشيخ محمد الأزرق الذي كان متواجدا بالمملكة السعودية و الذي اختطف و أعدم في أوت 1986 و المعروف عنه أنه من أخطر الملفات التي واجهتها الحركة و خاصة أنه فاق مرتبة الغنوشي و لديه شعبية كبيرة في التنظيم الدولي للإخوان علما و أن الرجل كان على علاقة كبيرة و يحظى بدعم أغنى المجموعات المالية السعودية و خاصة مجموعة بن لادن… و الغنوشي الى اليوم محرج و لا يريد التعامل مع ملف الشيخ محمد الازرق بالوضوح و كشف حقيقة الأزمة في هذا الشأن و حتى مع أفراد اسرة الضحية و التي لا تعلم ليومنا هذا قبر والدهم.
* رجل أعمال مقيم في ألمانيا.
شارك رأيك