
عن دار أوتار ودار تبر الزمان وضمن سلسلة “مسالك” صدر كتاب جديد للكاتبة والإعلامية التونسية علياء رحيم يحمل عنوان “سلفي” تضمّن 16 لوحة قصصية.
الكتاب صدر في طبعة أنيقة جدا وحمل الغلاف لوحة بعنوان “Joy of life” للفنان محمد الكيلاني المعروف بـ “INKMAN”.
جاء في التقديم الذي كتبه الأستاذ الساسي ضيفاوي “يبدو من خلال ما خطّته الكاتبة علياء رحيم في مجموعتها القصصية هذه بعضا من القلق الوجودي وشيئا من الحيرة اليومية ترجمته في شكل من المشاعر والحكي والقصّ والأحاديث والأحاسيس والأفكار والهواجس، كتبت في أوقات مختلفة من الطفولة إلى المدرسة إلى سنوات الجامعة وذكريات العاصمة، من صخب مقهى أفريكا وأيام قرطاج السينمائية إلى ذات ربيع مغدور بطعن خنجر من ظهره…
الوطن الذي ذبحه أهله من الوريد إلى الوريد، كانت تحبّر ذلك عشية سفر وطن وترحيل مواطن أبى إلاّ أن يتمسّك بوطنه وموطنه وترابه وقيَمه وحلمه بنواجده” “سلفي” علياء رحيم يحفر عميقا في التفاصيل اليومية لمواطن تونسي زمن ما بعد اندلاع ما سميَّ بالربيع العربي وما خلّفه من تداعيات أثّرت بشكل مباشر في مصير وطن بأكمله بات مهددا بالضياع وشعب تجاذبته الايديولوجيات يمينا ويسارا.
هذه المجموعة القصصية الجديدة لكاتبة وإعلامية خبرت مصدح الإذاعة منذ سنوات طويلة وعاشت على وقع الأحداث اليومية المتسارعة بشكل لصيق، تطرح إشكاليّة “القلق” بشكل كبير، القلق ممّا يجري في البلاد ما يؤثر مباشرة في سلوكات الناس الذين اصبحوا أشبه بآلات تحكمها توجّهات سياسية وتقرر واقعها وتسطر مستقبلها….
تطرح اللوحات القصصية التي ضمنّها الكتاب عددا من الأسئلة التي تصبّ جميعها في خانة القلق والخوف من المستقبل الذي يبدو ضبابيا ولا أحد يملك وصفة الخلاص من واقع بات أشبه بكابوس ثقيل وطويل وفي جميع المجالات اجتماعيا وثقافيا واقتصاديا وسياسيّا…
ولم تخلُ لوحات الكتاب من مسحة من الحلم والتفاؤل المبطّن في لغة شعرية ألقت بظلال علياء رحيم الشاعرة على نصها السردي في لغة سلسة متينة، وتحمل كل لوحة قارئها إلى عوالم من الموسيقى والأدب والسينما والمسرح لتتشكل هالة ملوّنة من التفاعلات جعلت من الكتاب لوحات تنوعت فيها الشخصيات من البسيطة والمركبة في مزج جميل بين الواقعي والخيالي. “سلفي” علياء حيم،
لوحات ترسم واقع وطن مغدور طعنه بعض أبنائه وينتظر من ينتشله ويجعله أجمل.
شارك رأيك