يحيي التونسيون يوم 20 مارس من كل سنة ذكرى عيد الاستقلال الوطني، وهي محطة حاسمة في تاريخ الشعب التونسي، استرجع بها سيادته وأسس فيها الدولة الوطنية وأطلق معها اصلاحا تحديثيا غير مسبوق.
إن حركة تحيا تونس، وهي تحتفل مع عموم الشعب بهذا اليوم المجيد، تستحضر بكل فخر و اعتزاز ملحمة جيل الحركة الوطنية، حيث التحمت إرادة زعماء شباب بإرادة شعب تواق الى الانعتاق والتحرر من نير الاستعمار الغاشم، وبذلوا في سبيل ذلك أرواحهم ودماءهم، ليجعلوا من تونس أنموذجا لبلد عصري وطموح، منتصر لقيم الحداثة والتقدم و مؤمن بذكاء أبنائه وبناته وقدرتهم على الرقي والازدهار.
لقد حققت دولة الاستقلال خلال فترة قصيرة، مكاسب رائدة يشهد لها العالم، فكانت سباقة في تحرير المرأة وأسست نظاما صحيا وتعليميا مجانيين لكل التونسيين، وأطلقت التنظيم العائلي وأرست دعائم الإدارة الوطنية التي مكننا ابناؤها من تخطي كل الصعاب. إننا نقف اليوم على ضخامة المنجز التاريخي لدولة الاستقلال، عاقدين العزم على المحافظة على هذه المكتسبات وتدعيمها، وفاءا وعرفانا لجيل الإباء المؤسسين وايمانا بالدور الحضاري لتونس.
اليوم، أبناء وأحفاد رواد الحركة الوطنية أصبحوا جنودا يقفون سدا منيعا لحماية الوطن والمواطنين بمختلف الأزياء والأسلحة، إن كانو من الجيوش البيضاء، من الكفاءات العلمية، من الأمنيين، من الجنود، من الاداريين، من المربين، من المثقفين، من رجال الاقتصاد والاجتماع أو من رواد الأعمال…
إن حركة تحيا تونس، في هذا الظرف العصيب الذي يمر به الوطن والعالم، تتمعن في معاني ذكرى الاستقلال والأسباب العميقة التي أدت للاستعمار من تشتت الصف الوطني وغياب تقديم المصلحة العامة على المصالح الفئوية و التخلف العلمي والتكنولوجي، واعية أن بلادنا ليست بمنأى عن تراجع مكتسباتها ومرتكزات سيادتها الوطنية.
إن تواصل الازمة الاقتصادية والاجتماعية الراهنة وفقدان الرؤية السياسية القادرة على معالجتها، وتواصل مناخات التشكيك والتخوين وهيمنة الشعبوية على الخطاب السياسي، أدى الى فقدان التونسيين الثقة بين أبناء الوطن الواحد، وهي الشرط الأساسي للانطلاق في عملية الإصلاح. لذلك، تدعو حركة تحيا تونس، بمناسبة الذكرى 65 للاستقلال، لوحدة التونسيين: وحدة الصف الوطني ووحدة الصف المدني و وحدة الصف الديمقراطي.
إن التونسيين متى كانوا موحدين، قادرون على تحقيق المعجزات ولكلّ أبناء وطننا نقول: رغم كل التحديات والتهديدات التي تجابهها، ستظل تونس حرة شامخة أبية أبد الدهر،دولتنا الوطنية صامدة، تضحيات أجدادنا خالدة ما دمنا على العهد صفا واحدا ضد أيادي التخلف والتطرف بكل اشكاله، ندافع على قيم الجمهورية ومبادئ الدستور.
المجد لشهداء الوطن
تحيا تونس.
يوسف الشاهد
رئيس حركة تحيا تونس
شارك رأيك