السيد هشام المشيشي رئيس الحكومة التونسية المدعومة من طرف أحزاب النهضة، قلب تونس و ائتلاف الكرامة على وجه الخصوص، و الذي لم يستطع لحد الآن أن يكسب أي تعاطف أو تأييد في أوساط الشعب الكريم، لا يمكنه بأي حال من الأحوال، و خصوصا إذا كان متمسكا بكرسي السلطة، أن يعصي أمرا أو يخالف مقترحا صادرا عن حزامه السياسي.
بقلم مرتجى محجوب
في هذا الإطار، فإن قضية تسمية الصحفي النهضاوي كمال بن يونس على رأس وكالة تونس إفريقيا للأنباء لا يمكن أن تخرج عن سياق حسابات سياسوية نهضاوية متعلقة بتحسين شروط التفاوض على مرحلة ما بعد المشيشي لا أكثر و لا أقل.
فحزب النهضة الذي فقد عديد الأوراق الخارجية و الداخلية على حد السواء لم يبق له سوى حكومة المشيشي حتى يكرس عمليا نظرية “أحسن وسيلة للدفاع هي الهجوم”، في علاقة بالضغوط الرهيبة المسلطة عليه من كل حدب و صوب.
و لا ننسى مسيرة شارع محمد الخامس الأخيرة و التي لا هدف من ورائها سوى الإثبات للخارج قبل الداخل أن حركة النهضة حزب فاعل و ذو ثقل في الساحة السياسية التونسية، يتوجب التعامل معه في كل الأحوال و الظروف. السيد هشام المشيشي المبتدئ في عالم السياسة يصح بشأنه المثل التونسي القائل “العزوزة هازها الواد وهي تقول العام صابة”، و لن يستفيق على ما يبدو من غفوته إلا بعد أن يتفق الجماعة على بديله و ينقلبون عليه بكل بساطة كما فعلوا مع سابقيه الذين استعملومهم و شوهوا سمعتهم ثم تخلوا عنهم دون أدنى احترام.
شارك رأيك