في تدوينة نعي نشرتها اليوم الثلاثاء 20 أفريل 2021 على صفحات التواصل الإجتماعي، ذكرت الاستاذة المحامية سعيدة قراش بنضال الفقيدة ليلى بحرية، القاضية و الحقوقية التي وافتها المنية هذا الصباح بعد صراع مع المرض، و عادت بالمناسبة إلى حقبة زمنية كان فيها النضال نضالا… رحم الله القاضية و الحقوقية و المناضلة ليلى بحرية و رزق أهلها و ذويها و العائلة الحقوقية جميل الصبر و السلوان.
في ما يلي شهادة الأستاذة سعيدة قراش ننقلها للتاريخ:
“القاضية ليلى بحرية ، حزنت صديقتي لخبر وفاتك هذا الصباح، افتقدتك منذ مدة. كان اول لقائي بها في مقر جمعية القضاة . كانت بآخر طاولة الاجتماع مع ثلة من اعضاء مكتب الجمعية ، كلثوم كنو، احمد الرحموني، روضة قرافي، نورا سوداني و عدد آخر لا أذكرهم الآن.
دخلت و استأذنتهم في مجيء وفد حقوقي دولي منهم رئيس الفدرالية الدولية لحقوق الانسان الصّديقي آن ذاك. كان الحصار مشتدا على المجتمع المدني ، الرابطة التونسية لحقوق الانسان، الجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات، الهيئة الوطنية للمحامين… كانت الهواتف مراقبة و كان عليّ نقل رغبة الوفد مقابلة جمعية القضاة التونسيين للتعبير عن مساندتهم. كانت التنقلات مراقبة أيضا.
طرحت الموضوع و بدأ النقاش ، و كانت قبالتي ترتدي قميصا اصفر، فابتسمت و طلبت مني المضي لاعلامهم بالموافقة ففعلت. جاء الوفد و غيرت أقفال مقر جمعية القضاة من الغد!!! و انطلقت معاناة ليلى لما عينت بمحكمة القصرين. كانت تروي بضحكتها الصافية مغامراتها في القصرين و عدد اطر العجلات التي غيرتها من كثرة التنقل و عدد قطع مرتباتها و غيرها من أشكال الامعان في الانتقام منها. كانت تروي كل ذلك بقهقة و تحدي و شموخ. كانت مُستَفِزّة للنظام في عنادها و صمودها.
تفرقنا بعد الثورة كل ذهب الى منعرج جديد لكن ليلى بقيت ليلى عندما نلتقي في صفاء. الله يرحمك عزيزتي. رحلت و أخذت بعضا من زمن جمعنا عندما كان يعز اللقاء”.
شارك رأيك