كتب محسن مرزوق القيادي السابق في نداء تونس نصا في ذكرى وفاة شهيد الوطن شكري بلعيد نشره في تدوينة على صفحته في الشبكة التواصل الاجتماعية فايسبوك.
وللاشارة فإن محسن مرزوق وشكري بلعيد كان من الرفاق الأوائل المؤسسين في الجامعة التونسية لتيار الوطنيين الديمقراطيين وافترقت بهما السبل بعد أن أقصيا مع الى معتقل رجيم معتوق في أقاصي ولاية قبلي .
ويتعرض محسن مرزوق الى أهم محور تساؤل في جريمة قتل الشهيد ألا وهي كتشاف الحقيقة ليقول ويؤكد أنه ولو لم ير صفقة تهم الموضوع أثناء مروره القصير في السلطة فإنه لا يستبعد أن يقتل “السيستام” أية حقيقة ..
وقد عنون محين ملرزوق نصه ب “الحقيقة والقصاص” وهذا ما جاء فيه :
” تشابه الاحساس يؤدي لتشابه المعاني وقد يؤدي لتشابه النصوص.
ولا أريد أن يصبح نصّي عنك روتينا يتكرر كل سنة ليلة السادس
من فبراير اللعين.
لا يحتاج الناس في هذه البلاد نصا ليتذكروك.
ولست محتاجا لنص حتى أتذكرك.
ولا موتك تحتاج قبرا يكون دليلا عليها.
ولا قبرك يحتاج شاهدا عليها ليعرفه زوارك.
ليس روتين الموت روتينا. مهما بدا الحزن هوذاته حزينا.
يبقى الموضوع الوحيد الذي ما زال التكرار لم يفسده هو الحقيقة.
أريد أن أشهد أنني في بقائي القصير جدا في السلطة لم أشهد أبدا صفقة حول
دمك. طبعا لم أشهد كل شيء. ولكنني أحكم في ضيق ما شاهدت.
ولكنني أشهد أيضا أن “السيستام” الذي ورثناه عن سنوات الفوضى والتآمر
المتواصلة يستطيع أن يخفي شاحنة في حقيبة يد.
نقاط الظلام عديدة وفي عديد المكاتب الرسمية حيث يقع التحقيق في خط
دمك تتخفى الثعابين والحيات.
حقيقة دمك يا شكري هو أحد أهم ملفات حاضرنا ومستقبلنا.
الحقيقة عنه ضرورية لنا مثلما هو الشغل للعاطلين ضروري والبيئة النظيفة
لازمة والصحة أساسية .
وبدون تلك الحقيقة التي ما زالت جوانب عديدة منها لم تظهر ستكون
جمهوريتنا الثانية والثالثة والرابعة مثل أم تنتظر ابنها المفقود ولن تذرف دمعة عليه قبل أن ترى جثته أو ترى قاتله.
ودون ذلك ستبقى تنتظره كل مغرب أمام باب البيت وقلبها مشدود لكل خطوة تسمعها أو ريح تحمل لها رائحة.
الحقيقة. والقصاص. سيأتيان حتما.
ع.ع.م.
شارك رأيك