لا أتحدث عن القطاع الخاص لأن معظم موظفيه و عماله لا يمكنهم “التكركير” (أي إضاعة الوقت) و إن أرادوا ذلك، بل بالعكس يفرض على بعضهم العمل أكثر من الساعات القانونية و أحيانا بلا مقابل، بل المأساة تكمن في وظيفتنا العمومية و ما أدراك ما الوظيفة العمومية التي ما انفكت تنهك الاقتصاد الوطني والمالية العمومية !
بقلم مرتجى محجوب
الإدارة والوظيفة العمومة عموما في تونس لهما تاريخ عريق في “التكركير” و “التعكعيك” و “ارجع غدوة “، إلا من رحم ربي…
هي عقلية بالية مترسخة و متجذرة لدرجة أن من يعزم على إرضاء ضميره و القيام بواجبه المهني يصبح نشازا و “مغلي الخبز ” و يتعرض لا محالة لشتى أنواع السخرية و المضايقات…
شهرية مسمار في حيط و زيادات دورية و ترقيات بالأقدمية أوتوماتيكية و امتيازات عينية… و رغم ذلك تجده “يكركر” و “يدبر في راسو عاليمين و عاليسار كالمنشار” و “موش هنا مولى الدار”… و الأدهى و الأمر أنه نتيجة انقلاب سلم القيم فإن مجتمعنا يصنفه ك”مهف” و يعرف من أين تؤكل الكتف…
هؤلاء، و لا أعمم، لا تجدي معهم حكمة و لا موعظة حسنة، بل حزم و ردع تقرره إرادة سياسية تقطع مع “التكركير” و “التعكعيك” بشتى أنواعهما و كما يقول المثل: “أضرب القطوسة تتربى العروسة”.
أخيرا، و رغم أني لا أدعي الفتوى، فأني أقول لهؤلاء “الكركارة” و “العكعاكة” : “فلوسكم حرام زقوم” و”الله لا تباركلكم لا دنيا لا آخرة”.
شارك رأيك