منذ تأسيسها سنة 2006 تعمل جمعية “الشارع فن” في مناطق عديدة من تونس ضمن رؤية واستراتيجية محكمة واضحة المعالم تؤمن نجاح مناشطها الفنية والتربوية والتشكيلية والموسيقية والمسرحية والأدبية الموجهة للأطفال.
بقلم طارق العمراوي *
ومن هنا كانت مشاريعها تتقاطع مع الطفل رجل الغد ومحور العملية الفنية والتشاركية لبرنامج “قسمي الأحلى” والذي أطلقه متحف العمارة والتراث بباريس وأنجزته الجمعية من 2012 إلى 2020 بأربع ولايات وهي بنزرت وتونس والقيروان وصفاقس وقد استفاد منه تسعة معاهد هندسة معمارية و أربع شركات مقاولة و تصميم و عشرة حرفيا و ثلاثون مدرسا و ثلاثة ألاف طفلا ومائتي مدرسا و خمسة و عشرون أستاذا.
وفي حلقة ثانية تم اختيار 3 جمعيات لمواصلة هذا المشروع النوعي وهي جمعية فريقيا للاستراتيجيات بجندوبة وجمعية برج السدرية بتونس وجمعية صوت الطفل الريفي بمدنين أين تمت استضافتهم بمقر الجمعية بالمدينة العتيقة طيلة 5 أيام وأمنوا لهم فقرات لامست كل الإشكاليات التي سترافق إنجاز المشروع من ثقافة الطفل وعميات التواصل والمسألة المالية والمعمارية والتعرف على البروتوكول المصاحب لقسمي الأحلى والموزع على 15 بندا من اختيار المدرسة حتى تشغيل الفضاء عبر تقديم مهارات فنية مرورا بالحصول على التراخيص وعمل الورشات واختيار المهندسين والتخطيط للأشغال وتنفيذها مع زيارات ميدانية لمدرسة باب سويقة ومدرسة نهد المر.
كل هذا مع التركيز على تنمية ملكات التخيل وتحسين المهارات السلوكية كما ستوفر هذه التجربة للأطفال المستفيدين ثقافة حقوقية ومواطنية حيث يتدرب الطفل على ممارسة حقه الانتخابي متقاطعا مع حقوقه وواجباته التي تؤمنها له مجلة حماية الطفل والعمل على تركيز المعطى التشاركي مع كل مكونات المشروع وبعده تنتطلق فعاليات تنشيط القسم فنيا وأدبيا ومسرحيا وتشكيليا عبر نوادي تستدعى في كل مرة الفنانيين التشكيليين وأدباء الجهة والمسرحيين وغيرهم.
ومن هنا يكون المشروع قد تشكلت معالمه وعلى الجمعيات بالتنسيق مع المؤسسة التربوية انجاز محطات قارة لتنشيط الأطفال وتفجير طاقاتهم في عوالم الفنون التشكيلية–الفنية أو الأدبية المرتبطة بفنون الأدب والقول لقسمي الأحلى ويعتبر بوابة للمستفيدين لولوج عوالم جديدة فيها النشاط الحركي والرمزي ويتدرب على روح الاختلاف ونبذ العنف وقبول الآخر.
* كاتب من تونس.
شارك رأيك