في البيان التالي الذي أصدره أمس الأحد 27 جوان 2021 المرصد الوطني للدفاع عن مدنية الدولة يطالب وزارة الشؤون الدينية بإقالة إمام جامع التوبة بالمنستير الذي يريد فرض الحجاب على القاصرات عند بلوغهن الحيض وهو ما يُنافي الحقوق والحريات المضمونة بالدستور التونسي و مبادىء الدولة المدنية.
تبعا للبيان الذي أصدره المرصد الوطني للدفاع عن مدنية الدولة بتاريخ 23 جوان الحالي حول الاحتفال ببلوغ عدد من القاصرات الحيض و بلباسهن للحجاب في مدينة المنستير، قدّم إمام جامع التوبة بالمنستير، يوم الجمعة 25 جوان، خطبة تضليليّة وسياسيّة بامتياز، تعرّض فيها بالخصوص إلى الصدى الواسع الذي لقيه البيان المذكور في الصحافة وفي شبكات التواصل الاجتماعي، داعيا الإعلاميين “بأن يتثقّفوا في الدين وبأن يكون بينهم إمام أو رجل دين”.
وعلاوة عن الأفكار الرجعية الإخوانية التي بثّها هذا الإمام، وعن مناهضته الواضحة لحرية الرأي والإعلام المضمونيْن دستوريّا، فإن المرصد يُسجّل بالخصوص:
1- إن هذا الإمام لم يتوانَ عن تكفير مُخالفيه الرأي بذكر الآية “الله مُتمٌّ نوره ولو كره الكافرون”.
2- إن هذا الإمام سمح لنفسه بتغيير قواعد الإسلام بتنزيل الحجاب والجلباب في منزلة الصلاة والزكاة والصوم والحج.
3- يعتبر هذا الإمام الدفاع عن الحريات “محاربة لله”، ويتعمّد تعريف المدنية على أنها مُرادفة للتعرية.وأمام هذا الصنف من أئمّة الجوامع وخطورة الشعارات السياسية التي يرفعونها باسم الدين، ينبّه المرصد الوطني للدفاع عن مدنية الدولة إلى وجود جوامع تُبثّ فيها رسائل تدعو إلى تجاوز مبادئ الدولة المدنية والركائز الأساسية للنظام الجمهوري والمبادئ الكونية لحقوق الإنسان.
كما يُحمّل المرصد وزير الشؤون الدينية مسؤولية خروج بعض الجوامع عن ضوابط مدنية الدولة واحترام الدستور، مُذكّرا إياه بأن القانون الأساسي عدد 58 المتعلق بمناهضة العنف ضد المرأة يفرض في فصله السابع على عدة وزارات ومنها وزارة الشؤون الدينية اتخاذ كل التدابير اللازمة لوقاية المرأة والأطفال من العنف ووضع برامج تعليمية وتربوية تهدف الى مكافحة العنف ضد النساء والفتيات وترسيخ مبادئ حقوق الانسان وتنظيم دورات تكوينية في المجالوفي هذا الصدد، يدعو المرصد وزير الشؤون الدينية بإلحاح إلى الاهتمام بمراقبة ما يجري في الجوامع من خطاب متطرف وتكفيري وإجراء ما يتعين مع تنظيم دورات تكوينية لأئمة الجوامع في أقرب وقت، كفاءات المرصد على استعداد للإشراف عليها، حتى يستوعبوا طبيعة مهمّة الإمام في دولة مدنية.
رئيس المرصد منير الشرفي
شارك رأيك