منذ أن نشرت صورة لمنزل مهدم قيل أنه للشاعرأبوالقاسم الشابي على صفحات الفايسبوك ، انطلقت حملة تعليقات تتهم الدولة وحتى عائلة الشابي بالتفريط في “تراث البلاد” ..
ولئن كانت هذه الغيرة التي أبداها الكثيرون محمودة ومطلوبة من أجل الذود عما تبقى من آثار تحمل تاريخ تونس في مختلف حقبه الا أن التريث والتثبت كان واجبا قبل اطلاق الاحكام والتهم جزافا..
وقد أكد عدد من أقارب الشاعر أبو القاسم الشابي في مدينة توزرحسب تصريحات أوردتها وكالة تونس للأنباء أن المنزل المهدم الذي نشرت صورته هو فعلا منزل لأبي القاسم الشابي بناه له والده في منطقة الشابية بمدينة توزر في سنوات 1929 و1933 . لكن الشاعر الكبير لم يتمكن من الإقامة فيه اذ أنه وافته المنية قبل ذلك. كما أفادت عائلة الشابي أن قطعة الأرض لم يقع بيعها وهي لا تزال على ملك ورثة الشابي.
وبين خير الدين الشابي شاعر وقريب العائلة ان منزل عائلة الشابي أي منزل والده محمد بن بلقاسم الشابي وهو المنزل الذي عاش فيه شاعر “إرادة الحياة” فترة قصيرة من الزمن قد فوت فيه الورثة بالبيع منذ ما يقارب العشرين سنة، واشتراه شخص آخر ثم قام بهدمه نهائيا منذ ذلك الحين.
وأضاف خير الدين ان الورثة قاموا ببيع المنزل رغم انهم ابدوا استعدادهم في ذلك الوقت للتفويت فيه لفائدة وزارة الثقافة ليتحول الى متحف او مزار ثقافي يختزل تجربة هذا الشاعر الكبير لكنهم لم يجدوا التجاوب منها ملاحظا انه بإمكان وزارة الثقافة اقتناء قطعة الارض التي كانت تحتوي منزل الشاعر الخاص حاليا ان كانت تملك الرغبة في ذلك.
وأوضح المصدر أن هنالك خلط لدى البعض بين منزل عائلة الشاعر الذي وقع بيعه ومنزله الخاص الذي ما يزال على ملك ورثته.
وأشار عبد الرؤوف الشابي قريب عائلة الشاعر من جانبه ان بعض الاقارب يرجحون هدم منزل العائلة منذ سنة 1995 وهي ارض بيضاء منذ ذلك الوقت ملاحظا ان للشاعر روضة تضم ضريحه واعماله وصوره وصور أصدقائه من الشعراء والادباء الذين عاصروه بدار الثقافة ابو القاسم الشابي.
وصرح ممثل المعهد الوطني للتراث بتوزر مراد الشتوي لوكالة تونس افريقيا للأنباء أنه تمت معاينة مكان منزل الشابي واتضح انه ارض بيضاء على ملك ورثته مشيرا الى ان هذا المنزل قد بناه له والده ما بين سنتي 1929 و1932 اي قبل وفاته بسنتين ولم يتسنى له الاقامة فيه (توفي وهو في سن 25 سنة) مضيفا أن مصالح المعهد الوطني للتراث بالجهة والمندوبية الجهوية للشؤون الثقافية تتابع هذا الموضوع وقامت بزيارات ميدانية إلى مكان المنزل واتصلت باقارب الشاعر والاجوار الذين اكدوا ان منزله الخاص هدم منذ ست سنوات وهو تاريخ أكدته بدورها بلدية توزر.
ع.ع.م. (وات)
شارك رأيك