تفعيل الفصل 80 من الدستور من طرف رئيس الجمهورية قيس سعيد و إن ساندته أغلبية من التونسيين فانه ما يزال يثير جدلا بين التونسيين و الجدل ليس قانونيا و سياسيا بحتا.
بقلم فوزي بن يونس بن حديد
عشقتُك بلادي (تونس) وأخاف عليك من غدر الزمان
ومن كل خوّان أراد أن يرجعك إلى الوراء سنوات وسنوات
أراك كل يومٍ تذبُلين
أصابك الوهن والمرض والفقر والبطالة
وزاد عليك السياسيّون غُمّة تحت قبة البرلمان
يتعاركون، يتصارعون، يرفسون، يصرخون
ويلكم أيها النواب هل أنتم في سوقٍ للدواب
أم أنكم تبيعون الخضار
إنكم مسؤولون عن شعبٍ أيها النواب إن كنتم تعلمون
مرت سنوات عشرٌ وأنتم تتجادلون
مرت سنوات عشرٌ ومعها عشر حكومات أو يزيد
بلا فائدةٍ ولا عملٍ ولا إنجازٍ ولا تنميةٍ ولا تشغيلٍ
نفقٌ وراء نفقٍ وراء نفقٍ
فكان حقّا على الرئيس أن يتخذ قراراتٍ رغم أنه لا يملك سلطات
رجع للدستور ولو كان انقلابا كما يزعمون لاخترق محتواه
ولكنه كان ملتزما بعدم حل البرلمان
وأمر بتجميده وإعفاء المشيشي من رئاسة الحكومة
قام الشعب على إثرها بين مؤيد ومعارض للخطوة
لكنه كان قرارا مؤثّرا على كثير من الناس
تنفّسوا بعد اختناق
فرحوا بعد حزنٍ على البلاد
طالبوا بالقضاء على الفساد
طالبوا بالقبض على من نهب الأموال والثروات
طالبوا بالتغيير في البلاد ومازالوا يطالبون
لن يتركوا تونس لهؤلاء المتردّدين يعبثون بها في كل وقت وكل حين
فالزمن يدور كالرّحى ولا وقت للجدال
العمل ثم العمل وثم العمل
القرارات تلو القرارات
دعونا الآن من الحريات
نريد أن نأكل ونشرب ونعمل
نريد أن يتعلم أبناؤنا
نريد مستشفيات ومدارس وطرقات
نريد لشبابنا أن يعمل ويستقر في البلاد
نريد لدولتنا أن تنهض وتسلك دروب الحياة باطمئنان
أين كُنتم حين بُحّ صوت الشعب أيها المتشدقون بالانقلاب
لماذا لم تعملوا طوال تلك السنوات
لماذا لم تُغيروا وجه الحياة
لماذا تركتم الشعب يتسوّل طيلة عشر سنوات
أما آن الأوان ليعيش بكرامة
أما حان الوقت ليقول للأحزاب لا
سنظل نقول للأحزاب لا
لا لديمقراطية مشوّهة لا توفر للشعب أدنى مقومات الحياة
بل إن ذلك خيطٌ يتمسك به الضعفاء، إنه خيط من خيوط العنكبوت
فالشعب لم يعد ينتظر الحلول من المرتعشين
ولم يعد يصدّق المترددين
ولم يعد يثق في المتخاصمين
يريد العدل والحرية والكرامة معا
شعارات رفعها الشعب منذ 10 سنوات ولم تتحقق
وهي نفسها اليوم يعيد رسم لوحاتها بالحبر المجيد
هل ستتركونه يتنفس؟
أم أنكم ستخنقونه باسم الديمقراطية من جديد
ويلكم إن فعلتم مرة أخرى وكرّرتم المرارة التي عشناها مرة بعد مرة
ويلكم لا تفعلوا
بل انسحبوا بهدوء وأعلنوا الهزيمة
فالاعتراف بالهزيمة هذه الأيام فضيلة
والحكمة تقتضي العبور بسلام إلى مرحلة سديدة
دعونا من كلمات فضفاضة لا ترفع شأن البلاد
انقلاب .. الرجوع للديمقراطية… الحريات ..
فحتى في عصر الترويكا لم نشهد إلا العذابات
ولم نر إلا الشعارات، ولم نبصر إلا الوعود الزائفات
دعونا نبني الوطن من جديد، بعزيمة من حديد
فالشعب يستحق كل هذه التضحيات وهذه القرارات
وجيشنا باسل يقف بالمرصاد ضد أي اعتداء أو خروقات.
شارك رأيك