يتحدى ايدي كوهين أو بالأحرى إدوارد حاييم كوهين الإعلامي الصهيوني في تغريدة له السيد قيس سعيد أن يقول مرة أخرى أن التطبيع مع إسرائيل خيانة عظمى، وذكر أنه سيدخل الإسلام إن قالها وعبر عنها الرئيس التونسي كما عبر عنها بكل حرية في الحملة الانتخابية، ويأتي كوهين بهذا الطرح السخيف اليوم وينشره للمسلمين في العالم فلا يكون وراءه إلا الاستخفاف بعقول الناس وإثارة الفتن داخل المنظومة العربية والإسلامية.
بقلم فوزي بن يونس بن حديد
يعلم جيدا السيد كوهين أن الرئيس قيس سعيد قد يتجنب التصريح بذلك ليس خوفا منه وأمثاله وإنما لموقعه السياسي بعد انتخابه رئيسًا للجمهورية، لأن الأمر اليوم لا يتعلق بكونه مواطنا تونسيا عاديا أو محاولة لجذب الناخبين في انتخابات رئاسية أو تشريعية، بل إنه موقف رئيس دولة وتصريحه يمثل بالضرورة رأي دولة بأكملها ومن ثم يخشى إن قالها مرة أخرى من موقعه الحالي من ردة فعل قوية من عدة دول من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية و حتى من العالم العربي قد تضر بالمصالح التونسية في الخارج والداخل وقد تستغلها إسرائيل إن حدث الأمر لتضغط بوسائلها الخبيثة على اقتصاد تونس وسياساتها وتعمل على إثارة البلبلة والمشاكل الداخلية كما عملت في لبنان وفي غيرها من البلدان.
الجيش الصهيوني يتداعى أمام المقاومة الفلسطينية و اللبنانية
مسكين أنت يا كوهين تعبث في كلامك كما تعبث إسرائيل في سياستها، فكما أنت تتحدى الرئيس التونسي فأنا أتحدى إسرائيل برمّتها أن تواجه حزب الله أو حركة حماس أو أي مقاومة في المنطقة، فجيشكم الجرار كما تعتقد أنت ومن معك في الجيش الصهيوني غير قادر على مواجهة الأبطال في فلسطين ولبنان، وأتحدى أي مسؤول في إسرائيل أن يقول إن حماس أو حزب الله ليس قوة عسكرية تفوق قوة الجيش الصهيوني بما يملكانه من قدرات، وأتحداك شخصيا أن تقول هذا الكلام، لأن الرهاب الذي أصابكم جعلكم تتوهمون أنكم أقوياء والحال أن جيشكم هذا أوهن من خيط العنكبوت.
ماذا فعلت إسرائيل اليوم في القدس الشريف، انظر إلى جيشكم كيف يتداعى ويسقط أمام المقاومة الفلسطينية واللبنانية، وقد رأيناه في الحرب الأخيرة وفي الحروب السابقة، وانظر إلى حالة الارتعاش والوهن الذي أصابه وهو يقابل الصدور العارية الفلسطينية بالرصاص، وانظر إلى الجنود وهم خائفون عندما يشخّص طفل فلسطيني بصره في وجوههم، وانظر إلى البيت الصهيوني الذي يبدو أنه من زجاج سرعان ما ينكسر بحجرة من يد صبي فلسطيني مقاوم، كل ذلك لا تنظر إليه، وماذا ستفعل إسرائيل إن هبّت المقاومة لتحرير فلسطين، وما أنت فاعلٌ يا كوهين؟ هل ستخرج للإعلام وتكذّب وتقول إننا هزمنا المقاومة كعادتك في كل مرة أم أنك ستختفي وراء جُدر خوفا على نفسك من الموت.
الدول العربية التي طبعت مع إسرائيل تواجه رفض شعوبها لذلك
نعم التطبيع معكم أيها الصهاينة خيانة عظمى، وهذا موقف كل مسلم وعربي حرّ، حتى الدول التي طبّعت معكم ترفض شعوبها التعامل معكم وتعتبر ذلك خيانة، أنتم منبوذون بنص القرآن الكريم والتوراة والانجيل والزبور والفرقان، فلا تفرحوا كثيرا بما أنتم عليه من وهم وخيال يفوق الخيال نفسه، فإذا جدّ الجدّ فإنكم مهزومون وعن الأرض راحلون، وعن القدس فارّون، فلا مكان لكم هنالك أيها المشعوذون.
وحتى الرئيس قيس سعيد نفسه بعد أن تنتهي ولايته الرئاسية سيقول لكم الكلام نفسه إن التطبيع مع إسرائيل خيانة عظمى، أتدري لماذا أيها المغفّل؟ لأن ذلك بكل بساطة عقيدة إسلامية وفطرة عربية وإنسانية، لا يمكن أن تتغير مع تغيّر الزمان والمكان، أنتم تمارسون كل أنواع الإرهاب والعنصرية وتفتخرون لكن مع من؟ مع الضعفاء من النساء والرجال والولدان أما الأشاوس منهم فعنهم تهربون.
يا كوهين يا من يغرّد في السرب وحده أو خارجه، لا تعبث ولا تتجرأ، سيأتي اليوم الذي نذكّرك فيه بغبائك، سيأتي اليوم الذي نجعلك تندم على كل كلمة قلتها باطلا في حق الإسلام والمسلمين، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.
شارك رأيك