في تونس منذ الأمس، الإثنين 11 أكتوبر 2021، حكومة جديدة، مصغرة (24)، ترأسها إمرأة و فيها 8 وزيرات… و أية وزيرات؟ في العدل أولا… ثم في المالية و الصناعة و التجارة ( كل الاقتصاد تقريبا)… و في التجهيز و البيئة… و في الثقافة… هذا التعيين في حد ذاته إشارة مطمئنة للداخل و للخارج…
بقلم الدكتور صادق شعبان
ترقبنا و ها هو الغيث أتى… واجبنا الآن المساعدة… من الجميع… تونس واحدة… من له حقد يتركه جانبا، فهو لا ينفعه و لا ينفع البلاد… الديمقراطية مجعولة لهذا : التنافس لخدمة تونس… لن تكون هناك دكتاتورية أبدا… التونسيون بالمرصاد… دورنا الآن العمل كل من مكانه… الشارع لا ينفع… الشارع خطير… نتركه جانبا… من قبل هذا و ذاك… من تلحس للأجنبي سوف يحتقره الأجنبي… تعرفون من هؤلاء… لا نعيرهم أهمية…
الابتعاد عن الايديولوجيات و عن الشعبيوات
ما زالت أشياء في الطريق.. أولا استفتاء الشعب في نظام سياسي جديد و في نظام انتخابي جديد… و ثانيا انتخابات جديدة على قواعد جديدة و بمراقبين جدد… ما سوف يكون في توقعاتي هي أيضا أحزاب جديدة… المشهد تغيّر و تونس تحتاح إلى الابتعاد عن الايديولوجيات و عن الشعبيوات…
هناك الشريحة الكبرى من التونسيين الاصيلين الذين لا يريدون الضوضاء و الوعود و انما يريدون الحكمة و النتائج… هؤلاء لم يمثلوا حزبيا إلى الآن… او على الأقل لم يمثلوا في حزب واحد ليكونوا قوة فاعلة… تونس في حاجة إلى مشهد جديد… أحزاب قليلة و قوية… أحزاب مؤسساتية غير مشخصنة… أحزاب تقودها كفاءات قادرة على صنع البرامج و إيجاد الحلول و إعداد القيادات للتنفيذ… أحزاب لا تفكر في افتكاك مواقع و إنما تفكر في خدمة أجيال…
تحقيق حلم رجال الإصلاح منذ قرن و نصف
عندها نخرج من الديمقراطية الكاذبة و نلتحق بالديمقراطيات التي سبقتنا… عندها نحقق حلم رجال الإصلاح الذين تساءلوا منذ قرن و نصف لماذا الغرب تقدم و نحن تأخرنا… رجال الإصلاح الذين وضعوا المشروع الكبير… و الذي طبقته الدولة الوطنية منذ الاستقلال… مشروع يقوم على مبدأين : الأخذ عن الغرب في علومه و تقنياته، و المحافظة في نفس الوقت على ما لتونس كأمة مستقلة من شخصية و هوية…
أستاذ قانون ووزير سابق.
شارك رأيك