لاحظ المستمعون في الفترة الأخيرة تغيرا جذريا في البرمجة و في الخط التحريري في اذاعة شمس أف أم التي وقع التفريط فيها من الدولة (خلال فترة حكم هشام المشيشي، رئيس الحكومة المقال) إلى مستثمر قادم من السوق المالية و لا علاقة له بالإعلام.
و قد بادر هذا المستثمر بإبعاد عدد من الصحفيين عن البرامج الحوارية الناجحة، و الغريب أنهم بحكم كل زملائهم من أفضل الصحفيين على الساحة و أشدهم حيادية و أكثرهم حرصا على احترام القواعد الاخلاقية للمهنة من حيث تنوع الآراء و المواقف و انتماءات الضيوف.
و قد عؤض الصحفيون و المبعدون بصحفيين آخرين من داخل المؤسسة و من خارجها و لكن نسبة الاستماع لم ترتفع، بل يبدو أنها انخفضت حيث أن عددا من المستمعين قد انفضوا عن هذه الاذاعة لأنهم لم يعودوا يجدوا فيها ضالتهم.
و من أفضل صحفيي شمس أف أم من الذين وقع تهميشهم، حمزة البلومي و البعض من فريقه، وصال الكسراوي، فارس الخياري و هناك ايضا شاكر بسباس المعروف بحرفية الحوارات التي كان يجريها.
و يبدو أن شاكر بسباس بدأ يضيق بهذا التهميش و قد كتب مساء الجمعة 15 أكتوبر 2021 التدوينة الفايسبوكية التالية التي عبر من خلالها عن احساسه بالظلم و الغبن وهو في أوج العطاء المهني:
“كل شي عنده حدود الا تكلفة انك تكون رافض التلاعب بالحقيقة في الوضع الاعلامي الحالي.
لا أعلم هل الضغوط التي أتعرض لها اليوم هي نتاج عادي لما اقدمت عليه من خيارات كان أساسها ان اكون صادقا مع نفسي ومع الحقيقة او انه نتيجة لبحث أحدهم عن مطية لتحميل المسؤوليات لغير اصحابها. برمجة غريبة وإبعاد عن كل ما يمس الشأن العام، حتى الكتب صارت مقلقة للبعض.
الاعلامي بشر، والواضح ان البشر اليوم مخير بين الأمتثال لضميره او لاصحاب الأبواب الخلفية.. سامتثل لضميري كالعادة.
كل شيء يتغير، كل شيء غير ثابت الا محاولات التنطط على اي وسيلة لإيقاف اي امل في التغيير فهو ثابت ومتواصل.
لا يقاس الإعلام بالمال، لا قليله وهو الحال، ولا كثيره.. يقاس بالصدق وإحترام المتلقي.
هما ثابتان لا غير، الأول انه لم تمنع حتى اكبر الكوارث الطبيعية ال”شمس” من أن تشرق كل يوم، والطبيعة أقوى من البشر. الثاني أننا “متمسكون بعدل قائمون به.. اذا تلون إهل الجور الوانا”.”.
شارك رأيك