ما يعبر عنه الوزير السابق فوزي بن عبد الرحمان اليوم الاثنين 25 أكتوبر 2021 بصوت عالي و ينشره على صفحات التواصل الاجتماعي هو ما يفكر فيه أغلبية العقلاء في هذا البلد، من الذين استبشروا بقرارات الرئيس يوم 25 جويلية…
و بمرور الأسابيع و بعد اخراج مرسوم يوم 22 سبتمبر الذي يمركز الحكم الفردي المطلق… و اخراج مواطنين من حملته التفسيرية يبثون الدعوة و يبشرون ببناء قاعدي و في غياب الحوار معه، زد على ذلك انه لا يسمع إلا ما يطربه، معتبرا انه هو الشعب، بن عبد الرحمان، متشائما، يرى أن الرئيس بصدد أكل رصيده من مناصريه في الداخل و في الخارج… و في ما يلي تدوينة فوزي بن عبد الرحمان:
“هو لا يؤمن بالحوار و لا يجيده و لا يجيد إدارته.
هذا هو حوار الطرشان.. أما حوار الشّجعان و هو الحلّ في أزمنة الأزمات فيحتاج إلى فنّ القيادة السّياسيّة و يحتاج إلى مُجمّع و لا مُفرّق، محبّ و لا كاره، مسامح و لا حاقد، مستمع و لا متكلم، ناظر للآخرين و لا لنفسه.
بالتّعريف السياسي هو سياسي أيضا و يحق للكل تقييمه و معاملته على ذلك الأساس.. و المسألة ليست شخصية بتاتا بل تهم الرأي و الرأي المخالف.. الخلاف ليس خيانة لا للوطن و لا للدّولة.
قلنا له أحسنت يوم 25 جويلية، و طالبناه بحكومة و بخارطة طريق ، قال الأهم هو البرنامج، ثم عيّن حكومة هو رئيسها و المسؤول عنها و هي مسؤولة أمامه لتنفّذ برنامجه.. و ها نحن لا نزال ننتظر البرنامج الحكومي الرئاسي.
يوم 22 سبتمبر أخرج لنا مرسوما يمركز حكما فرديا مطلقا.. ما كان عليه حل هيأة مراقبة دستورية القوانين و ما كان عليه وضع مرسوم رئاسي فوق دستور سمح له أن يكون رئيسا للدّولة، ثم أخرج لنا رجالا و نساء من حملته التفسيرية يبثون الدعوة و يبشّروننا ببناء قاعدي على منهاج النبوّة.
بدأ قيس سعيد الرئيس في أكل رصيده و هو سيضيع على نفسه و على البلاد فرصة للإصلاح و بدأ في فقدان عدد من مناصريه في الداخل و في الخارج. هو لا ينظر إلى نفسه نظرة الناقد و الباحث، هو لا يستمع لا إلى أصوات المنتقدين و لا إلى أصوات النّاصحين. هو يعتبر أنّه هو الشعب و أنّ الشعب هو و هو لا يعتبر نفسه من جنس البشر الذين يصيبون و يخطؤون.. و ها هو محاط بَمجموعات لا تقول له إلا ما يطربه و هو لا ينفذ إلا ما في رأسه و عقله حتى و لو تجاوزته الأحداث (مثل مشروع الصلح الجزائي المقترح).
هناك فرق كبير بين الحوار و الإستشارة… هو حتما لا يؤمن بالحوار و لا يجيد تقنياته و آدابه و إدارته. الحوار هو قبل كل شيء التّفاعل من أجل بلوغ هدف معيّن و مشترك. أجهزة البثّ لديه لا تشتغل إلا للإرسال و ليست معدّة للإلتقاط.
البناء لديه ليس تراكميّا، هو فقط تهديم لإعادة بناء طابق أرضي سبق و أن بُني عديد المرّات. و هو بذلك ليس بناء معدّا للإرتفاع و عقله هذا لا يعدو إلا أن يكون جزءا من هذه الثقافة العامة التي تمثّلنا.. و لم تستطع مفاهيمه المجدّدة و مقارباته الجديدة التي يبشرنا بها تخليصه من هذا الإرث الذي لا يؤمن بالسّابقين و لا باللّاحقين.
و هي فرصة جدّية.. إستبشرنا بها كثيرا ذات يوم عيد جمهوريّة… و هو بصدد إضاعتها على نفسه و على البلد..
مع الأسف الشديد.
الفرصة_الضائعة”.
شارك رأيك