من الثابت ان التونسيين قد اعتادوا على الإخراج (أو العزف) المنفرد في زيارات قيس سعيد أو مقابلاته ومن ذلك خطابه الأخير يوم 14 نوفمبر 2021 أمام شجرة الزيتون بمعهد ابن رشيق بالزهراء بمناسبة إشرافه على الاحتفال بعيد الشجرة، وربما على نفس الوتيرة أصبحنا نتوقع من قيس سعيد سلوكا معتادا مع كل مظاهرة جديدة تخرج احتجاجا على سياساته.
بقلم القاضي أحمد الرحموني
لكن هل وصلنا أخيرا إلى حد الاقتناع بأن موقف الرجل من معارضيه ثابت لا يتزعزع؟! فهم في نظره لا يمثلون شيئا حتى وإن استطاعوا أن ينفذوا من اقطار السماوات والأرض.! ولذلك نراه يشتمهم مرة أخرى ويدعو عليهم بالهلاك بمناسبة عيد الشجرة، مستعرضا فصاحته و متشبها بأسلوب القرآن الكريم: “هناك في أماكن أخرى، البعض لا يزرع الأشجار ولكن يزرع للأسف بذور الفتنة، زرعهم سيكون كإعجاز نخل خاوية، وقد بدأت تتآكل بل وتآكلت منذ أعوام لأن السوس قد نخرها، وستأتي على من يريدون ضرب الدولة التونسية ووحدتها… وآمال شعبها ريح عاتية ولن تترك منهم بقية باقية.! “
ولمن لا يعرف، يستحضر قيس سعيد في هذا السياق حديث الله تعالى عن قوم عاد بعد أن أهلكهم بريح شديدة البرودة وقد شبهوا وهم قتلى بإعجاز النخل الخاوية أي جذوع النخل الساقطة على الارض.!
وحتى لا نتيه في وصف ذلك العذاب المسلط تاريخيا على قوم عاد حسب ما ذكر تفصيلا بكتب التفسير، لنا أن نتساءل عما يخبؤه قيس سعيد لمعارضيه وعن معنى هذه الإحالات المرعبة تجاه ممارسة حق التظاهر والتعبير؟! وماذا يقصد بقوله ان “هذه الاعجاز الخاوية ستسقط في ضاحية أخرى من ضواحي تونس العاصمة وستبقى… تونس خضراء بالرغم من محاولات الفتنة”، وذلك في إشارة مباشرة للمتظاهرين بمدينة باردو من أجل استعادة المسار الدستوري ؟
فكيف يختلط حق التعبير مع الفتنة ويهدد الحاكم مواطنيه بريح صرصر عاتية، لا تبقي ولاتذر!؟
شارك رأيك