“إلى راضية
في عيد ميلادها الثامن والستين
لأوّل مرّة في حياتها تقضي راضية النصراوي عيد ميلادها وهي بالمستشفى في صراع مع المرض نتيجة الأتعاب التي راكمتها طوال عقود من المواجهة مع الدكتاتوريّة وما ألحقتها بها من أضرار صحية جسيمة…”.
“واليوم تصارع راضية المرض بنفس القوة المعنوية التي واجهت بها الدكتاتورية وهي تحظى بعناية الإطار الطبي وشبه الطبي بالمستشفى العسكري بالعاصمة الذي تقيم به منذ أكثر من أربعة أسابيع.
كما أنّها تحظى بدعم معنوي كبير من رفيقاتها ورفاقها وصديقاتها وأصدقائها بالداخل والخارج ومن عموم المواطنات والمواطنين الذين يكنّون لها تقديرا خاصا لتاريخها النضالي.
وباقتراح من الأستاذة آمال قرامي وبإلحاح من عدد من الصديقات والأصدقاء ومن بناتي أيضا، جمّعت في هذا الكتاب كلّ ما كتبته عن راضية من نصوص منذ بداية مرضها ليكون ذلك بمثابة هديّة عيد الميلاد.
لقد كانت راضية تحلم بأن تجد الوقت في يوم من الأيّام لكتابة مذكّراتها ولكنّ المرض باغتها وحال دون تحقيق حلمها.
ولعلّ القارئ/القارئة يجد/تجد في طيّات هذا الكتاب جزءا من ملامح شخصيّة راضية النّصراوي في انتظار عمل أشمل وأوسع ومختلفٍ عن العمل الحالي الذي تطغى عليه الصبغة الأدبيّة والشخصيّة/الذاتيّة.
ومثلما اقترح بعض الأصدقاء، فإنّ هذا العمل الجديد يمكن أن يكون كتابا يُجَمِّعُ مساهمات من صديقات راضية النصراوي وأصدقائها الذين عايشوها عن قرب في مختلف مراحل مسيرتها النضالية الطويلة والمليئة بالأحداث.
إنّ عملا كهذا سيحقّق، ولو جزئيّا، حلم راضية في ترك أثر يؤرّخ لأهمّ محطات تلك المسيرة ويوفّر للجيل الحالي وللأجيال القادمة نبذة عن حياة امرأة نذرت حياتها بالكامل ودون حساب لخدمة قضايا شعبها ووطنها والإنسانيّة جمعاء.
تونس في 20 نوفمبر 2021″.
شارك رأيك