في مثل هذا اليوم من سنة 2020، يغيب الموت ضمير الثورة التونسية لينا بن مهني، المدونة و الناشطة السياسية، استاذة الانڨليزية بالجامعات، عن عمر يناهز ال36 سنة بعد صراع طويل مع المرض (القصور الكلوي). رحم الله أيقونة تونس. و في ذكرى وفاتها، نشرت جمعية لينا بن مهني النص التالي:
“نلتقي حول لينا يجمعنا حبّها وإيماننا بقناعات وحّدت بيننا وثباتنا على عقيدة شاركناها إيّاها : متى أردنا وكلّما شئنا نقدر على أن نطوّع حتّى القدر.
وإذ نلتقي حول لينا يدرك كلّ منّا أنّنا حقيقة لم نكن قد تهيّأ لنا وخلنا ،بل كنّا صادقين وكلّنا عزم عندما أنكرنا موتها وأقسمت حناجرنا: ” لينا حيّة فينا.”
فها هي لينا ، كما عهدناها ،تخاطبنا كلّ يوم وساعة تزرع فينا الأمل وتطرد عنّا التّسليم تحفّزنا أن لا انسحاب وتدير وجوهنا باتّجاه الشّمس أقسم شاعرنا أنّها تنتصر.
وهاهي لينا تبتسم ابتسامتها تلك الّتي كم قوّتنا وكم سحرتنا وثبّتت خطانا وقرّبتنا إليها.
وها نحن نسمع همسها تشرح هادئة وحتّى ورياح السّوء تعصف واثقة .
نلتقي حول لينا وقد أفلحنا بعد عسر في أن نهديها جمعية ما انفكّت تتدعّم وإن في صمت وهدوء.
نلتقي ولينا وقد بذلنا ما بذلنا لنستمرّ على هديها وحتّى لا يذهب الزّمن بما أنشأته من حلقات و صفحات وتقاليد:عن الصّحّة المهدورة ولصديقاتها اللاّتي توجعهنّ الذّئبة الحمراء أو لمن يحرمهم – يحرمهنّ جشع أصحاب مصانع الدّواء من الدّواء .
وها نحن نسير على خطاها نجمع عطايا النّاس من الكتب – نمكّن آخرين من تركيز مكتبات حيث يعسر على المكتبات أن تصل…
وها أنّ أحبّة لينا يغالبون القدر يصرّون على إحياء ذكراها وإن أجّلها حرصنا – حرصها للمرّة الثّالثة.
وها أنّنا نجتهد لنحقّق ولو بعضا ممّا نعرف أنّ لينا كانت تهيّئ له .
وها أنّ دارلينا بالزّهراء قد أضحت مقصدا وجامعة ومنتدى.
وها أنّ ياقوتاتنا وإخوتهنّ جادّون يحضّرن- تحضّرن لقاءنا المفتوح- استضافة لينا – غناءنا لها ورقصنا لحضورها الدّائم.
وها أنّ شهر فيفري يغدو مرّة أخرى شهر لينا وأمّها .(يوم 19 بمدينة الثّقافة).
كانت لينا تؤكّد دائما : “Je suis un électron libre et je le resterai”. وها نحن جميعا نريدها حرّة ولكن ليس دوننا”.
شارك رأيك