فقط الأغبياء من لا يتغيرون أو لا يغيرون أفكارهم، هذه المقولة الشائعة و لئن كانت منطقية بعض الشيء لكنها لا يمكن أن تبرر انقلاب البعض 360 درجة كاملة أو تحوّل آراءهم من النقيض إلى النقيض، المشكلة بالنسبة لكل هؤلاء المتحولين أن كل تصريحاتهم السابقة و كل مواقفهم المعلنة موثقة و لذلك يطرح المتابع السؤال القائل: كيف لشخص أن يكون ضد التفكير الداعشي لحركة النهضة و ضد ما تأتيه هذه الحركة من إرهاب و من تسفير للإرهابيين إلى الدول العربية ثم ينقلب في لحظة عبث سياسية إلى شريك لبغي الإخوان و نفاق مرشدهم راشد الغنوشى ؟
بقلم أحمد الحباسى
هناك أسئلة أخرى تطرح : كيف يمكن لشخص مثل نجيب الشابي أن يمد يده إلى يد رجل مثل شيخ الإخوان راشد الغنوشي؟ كيف لشخص مثل الصافي سعيد يدعى الحداثة أن يجد رابط حوار مع شيخ لا يؤمن إلا بالخلافة السادسة؟
سياسيون في دور نائحات على الديمقراطية
لقد صنعت حركة النهضة و بالذات بعد قرارات ليلة 25 جويلية 2021 الرئاسية ما يسمى بحراك “مواطنون ضد الانقلاب” و جاءت ببعض رموز العقر السياسي مثل حمة الهمامي و غازى الشواشي ممن أسقطهم غربال الانتخابات لتجعل منهم أدوات لا تفعل شيئا سوى تنفيذ الأجندة المشبوهة للحركة و جندتهم للقيام بدور النائحات على الديمقراطية و على ما حصل في عهد الرئيس قيس سعيد من إسقاط للمؤسسات ثم نشرتهم في ربوع الوطن ليصبحوا أدوات ضغط سياسية تخدم مصالحهم و أطماعهم في الرجوع إلى عرين السلطة التي انتزعها الشعب منهم في تلك الليلة التاريخية، لقد أرادت حركة الموت و الإرهاب أن يكون هؤلاء المرتزقة سببا في تعطيل مصالح المواطنين و دفعت بهم إلى الواجهة مع علمها بكونهم مجرد بطاقات محروقة و سخرت كل مواخير إعلامها المرتزق لإدخال البلاد في فوضى عارمة.
في رحلة البحث عن مرتزقة يسندون ظهره المكسور بسبب قرارات الرئيس و مظاهرات ليلة 25 جويلية 2021 وجد راشد الغنوشى ضالته في نجيب و عصام الشابى، هذا الثنائي الراقص على طار بوفلس الذي تمثل رحلته السياسية الزاخرة بالمواقف الغامضة المتأرجحة قمل الإفلاس يرى فيه شيخ الإرهاب الثنائي الوحيد القادر على تجميع كل نفايات المشهد السياسي و مرتزقة السفارات و بائعي الكلام في قناة الجزيرة و فرانس 24.
بطبيعة الحال استكثر هذا الثنائي خير الشيخ الذي انتشلهما من النسيان و باتا متهمين اليوم بتكوين جوقة إعلامية تغطي و تبيّض إرهاب الشيخ و حركته الدموية.
بطبيعة الحال لكل عمل ثمن و الثمن الموعود بالنسبة لهذا الثنائي المشبوه و من أتى لمعاضدته مثل محمد عبّو و الحبيب بوعجيلة و جوهر بن مبارك و مدام نزيهة رجيبةو غيرهم هو مكان وثير في حكومة ما بعد إسقاط “الانقلاب”.
للأسف الشديد ابتلى البلد بعقول خاوية ثبت أنها مفلسة لا تفقه بالخطابة و لا بالنحو و الصرف السياسي و أنها نتاج مناخ سممته حركة النهضة طيلة أكثر من عشر سنوات من الخبط العشوائي، لا يمكن لحركة بنت قوائم مشروعها السياسي على الانتقام و الحقد و الكراهية و الارتزاق و الخيانة أن تنشأ داخلها أو من حولها تربة صالحة لنمو مناخ ديمقراطي أو نشوء بذرة سياسية قادرة على صنع غد أفضل.
شيخ الإخوان و غلمانه المرتزقة
لقد حاول شيخ النهضة و مرتزقته إيهام الناس بوجود لعبة ديمقراطية لكن تبين بالممارسة المنقولة تلفزيا من مجلس نواب الشعب أن الشرح الموجود داخل الكتلوج لم و لن تستوعبه عقولهم الخاوية المتصحرة مما نتج عنه تخبط و تعثر و سقوط على كل المستوى انتهى بإعلان الجميع إفلاس الدولة وهو الإعلان الذي تذرعت به الجماهير لحرق مقرات حركة النهضة و المطالبة بمحاسبة شيخها المتعجرف. من الواضح أن الشيخ راشد الغنوشى و بعد أن عقد الطاولات على مختلف أشكالها المستطيلة و الدائرية و المنفردة قد انتهى إلى الزاوية و وقفت الزنقة أمامه و لم يعد هناك مجال لمزيد المناورة و التلاعب بالوقت و بالعقول.
إذا كان الحديث يجرى الآن و على لسان شيخ الإخوان و غلمانه المرتزقة بأن جلسات مجلس النواب ستعود و بأن “الانقلاب” سيسقط و ستتم محاكمة رأس الانقلاب و القلة القليلة التي ساندته فان الحقيقة التي يريد الشيخ أن يعتّم عليها كما تفعل قناة الجزيرة تقول أنه لا رجوع إلى الوراء و أن الشعب هو الذي بيده الحل و الربط و بيده مفتاح أبواب المجلس.
ربما سيستمر نواح الشيخ الغنوشى و زمرته المأجورة بعض الوقت و ربما سيحاول الملتحفون بلحاف الأمريكان و الفرنسيين المتواجدون فى الحانات الغربية معاضدة هذا العويل المتصاعد من أبواق حركة النهضة و المؤلفة قلوبهم معها لكن العبرة بالخواتيم كما يقول المذيع الرياضي الكابتن لطيف و ما جرى ليلة 25 جويلية 2021 لحركة النهضة هو مجرد قرصة أذن لأن القادم هذه المرة سيكون طوفانا شعبيا غير مسبوق بعد أن فاض الكأس و طفح الكيل.
كاتب و ناشط سياسي.
شارك رأيك