الحكومة التونسية تبرّر عدم الإقبال على الاستشارة الوطنية الألكترونية التي دعى إليها رئيس الجمهورية قيس سعيد بضعف البنية التحتية في مجال الإتصالات و ليس لعدم اهتمام المواطنين بهذه العملية السياسية التي لا يرى من ورائها فائدة أو ـأثير على أوضاعه المعيشية الصعبة.
بقلم عامر بوعزة *
في مثل هذا التبرير مغالطة كبرى، فشبكة الإتصالات التي تشكو من صعوبات استطاعت تأمين متطلبات الانتخابات والتلقيح وتؤمن سنويا نتائج الباكالوريا والتوجيه الجامعي وتسجيل التلاميذ في مفتتح العام الدراسي، وهذه مجالات تستهدف الملايين من التونسيين لا بضعة آلاف…
كما أن تونس بشبكتها الضعيفة تتقدم عدة دول في مجال استخدام وسائل التواصل الاجتماعي…
حكومة لا تستحي من أن تناقض نفسها
لا شيء يمنع شبكتنا الضعيفة من القيام بما هو مطلوب منها عند الضرورة وهذا ما تتبجح به الحكومة ذاتها عندما تريد مثلا أن تظهر أن إيفاكس فتح عظيم أو أن الدينار الألكتروني معجزة العصر!!!
بالمحصلة: لدينا حكومة لا تستحي من أن تناقض نفسها وأن تكذب في سبيل تملق الرئيس… فضلا عما تمتاز به من جبن مفضوح، فالاستشارة فشلت، لا لأسباب تقنية (كما يوهمهم الرئيس أو يوهمونه) بل لأسباب أخرى أهمها عدم اقتناع الناس بجدواها… وخوف الكثيرين من استخدام نسبة الإقبال عليها لإضفاء مشروعية على “البناء الجديد” ، وهو المشروع السياسي غير المعلن بعد للرئيس قيس سعيد (وهو ما سيحدث)…
* محلل سياسي.
شارك رأيك