الجهل و الفقر هما سمات مجتمعنا التونسي اليوم,.. نحن مجتمع بلا طموح… و لا مشروع… صراعاتنا واهية و متخلفة و شبابنا المتعلم و غير المتعلم لا يحلم إلا بالهجرة إلى العالم المتحضر…
بقلم فوزي بن عبد الرحمان *
الفقر و الجهل متلازمان… لا تبحثوا عن أسباب تقهقرنا الحضاري… و عن أسباب فقرنا… المعرفة تخلق الثّروة… العلم يخلق الثّروة… الإبداع و الابتكار يخلقان الثّروة… الجهل يخلِّف الصّراعات الواهية و المتخلّفة و يخلّف فكر المؤامرات و الدّسائس… و يخلّف التّقوقع على الذّات و الخروج من العالم…
الجهل أنواع و هي غير مرتبطة بالمستوى التّعليمي في الغالب و إنّما بنوع من الوعي الاجتماعي ووعي بالمحيط القريب و البعيد ووعي بالعالم الذي نعيش فيه و هو مرتبط كذلك بالقدرة على التفكير المنطقي و العقلاني.
هذه الرّداءة تخلّف الفساد و ترعاه و ليس العكس و القضاء عليها أصعب بكثير من القضاء على الفقر المحبط.
الجهل و الفقر هما سمات مجتمعنا التونسي اليوم,.. نحن مجتمع بلا طموح… و لا مشروع… صراعاتنا واهية و متخلفة و شبابنا المتعلم و غير المتعلم لا يحلم إلا بالهجرة إلى العالم المتحضر…
نحن نستهلك ضعف ما ننتج… نحن ننتج أطباء و مهندسين ثم نصدرهم بدون مقابل للبلدان التي نقترض منها لنأكل. و أخيرا، عندما يفوق الفرق المعرفي مع مجتمعات المعرفة سبع سنوات لأطفال الخمس عشرة سنين… إعرف أن مستقبلنا ليس غدا. و أن الاستفاقة – إن أتت اللحظة يوما – ستكون موجعة و مؤلمة و متأخرة.
* وزير سابق.
شارك رأيك