نظمت، اليوم الأربعاء 09 مارس 2022 بتونس، وزارة السياحة بالتعاون مع الديوان الوطني التونسي للسياحة، المنتدى الوطني حول السياحة الداخلية تحت إشراف السيدة رئيسة الحكومة حيث تولى وزير السياحة السيد محمد المعز بلحسين افتتاح أشغال هذا المنتدى الذي شهد حضور ومشاركة رؤساء وممثلي الجامعات والمنظمات الوطنية للسياحة، والكاتب العام للجامعة العامة للصناعات الغذائية والسياحة والتجارة والصناعات التقليدية السيد صابر التبيني ورئيس منظمة الدفاع عن المستهلك السيد عمار ضية.
وأكد الوزير في كلمة ألقاها بالمناسبة أن الهدف من تنظيم هذا المنتدى هو التوصل إلى ضبط استراتيجية تنموية للسياحة الداخلية وذلك بالتعاون مع مختلف الأطراف الفاعلة في القطاع مشيرا إلى وجود هدف بلوغ حصة السياحة الداخلية نسبة 50 % لتصبح أحد أعمدة السياحة التونسية وصمام أمان لها خاصة وقت الأزمات لافتا إلى أنها أصبحت رافدا اقتصاديا ومحورا رئيسيا في الخطط التنموية لوزارة السياحة والديوان الوطني التونسي للسياحة.
وأكد أن الاهتمام الذي أولته الوزارة للسياحة الداخلية وبالتعاون مع جميع الأطراف المتدخلة، تجلى من خلال التوافد الهام على المنشئات الترفيهية والوحدات الفندقية ومختلف أنماط الايواء السياحي خلال السنوات الأخيرة حيث تبرز الإحصائيات أن حجم الوافدين التونسيين والمقيمين بلغ سنة 2019 ما يزيد عن 5,2 مليون وافد مقابل 5,1 مليون وافد على النزل سنة 2010 أي بنسبة نمو 65 بالمائة. اما بخصوص الليالي المقضاة فقد تم تسجيل سنة 2019 نموا ملحوظا بـنسبة 66 بالمائة مقارنة بسنة 2010حيث تجاوزت 7,5 مليون ليلية.
وأشار إلى أن سنة 2020 شهدت تراجعا بسبب تفشي جائحة كورونا في حجم الوافدين المقيمين على النزل في حدود 46% حيث تم تسجيل 3,1 مليون وافد قضوا ما يزيد عن 3 مليون ليلة. وخلال سنة 2021، سجل عدد الوافدين المقيمين على النزل نموا بحوالي 62% مقارنة بسنة 2020، كما تطور حجم الليالي المقضاة بالوحدات الفندقية بنسبة 49% ليبلغ حوالي 4,6 مليون.
هذا، وقد تمّ خلال المنتدى تقديم البرنامج الترويجي الخاص بالسياحة الداخلية الذي أعده الديوان الوطني التونسي للسياحة والذي يحمل شعر “تونس ليك” بهدف الترويج لما تزخر به بلادنا من مقومات سياحية متميزة ومزيد تحفيز وتشجيع التونسيين على زيارة مختلف مناطق الجمهورية.
كما تم تقديم دراسة أنجزتها وزارة السياحة حول مدى اقبال التونسيين والأجانب المقيمين في تونس على السياحة الداخلية وأهم الأسباب التي تحول دول تطور نصيب هذا القطاع، خلصت إلى تسجيل ارتفاع بنسبة77 % خلال الثلاث سنوات الأخيرة في المقابل أشارت إلى أن من أهم الأسباب التي تحول دون تطور عدد المقبلين على السياحة الداخلية هي مادية وعدم توفر وقت كاف لبرمجة عطلهم بالإضافة إلى الوضعية الوبائية وارتفاع الأسعار. وبينت الدراسة أن تنقلات التونسيين والأجانب المقيمين للسياحية داخليا تتم اما بوضع برنامج شخصي وفردي بنسبة 61% أو عن طريق صفحات على موقع التواصل الاجتماعي “الفايسبوك” بنسبة 14% أو مع العائلة أو الأصدقاء بنسبة 13% أو عبر وكالات الأسفار بنحو 11%.
وعلى صعيد آخر، فقد تناولت الورشات الثلاث المنبثقة عن أشغال المنتدى الوطني حول السياحة الداخلية بالدرس والنقاش عديد المسائل المتعلقة بتنمية السياحة الداخلية على مختلف المستويات (المنتوج والعرض والتسويق، الاتصال والترويج، الحوافز والإجراءات المصاحبة،…) حيث تطرق المشاركون إلى العديد من الإشكاليات والتحديات التي تعترض مزيد تنمية السياحة الداخلية والمتمثلة أساسا في الخدمات السياحية التي لا تتناسب أحيانا والأسعار المعروضة ومحدودية العروض فيما يتعلق بالإيواء واشكاليات النفاذ والوصول للجهات السياحية وخاصة منها الداخلية وضعف على مستوى تنمية الانشطة السياحية بالجهات وعدم الاعتناء الكافي بمحيط المعالم والمواقع السياحية وضعف في التوجيه والإرشاد لبعض المواقع السياحية بالإضافة إلى الإشكاليات البيئية والتشريك غير الكافي للجماعات المحلية والأطراف الجهوية في مجال التصرف والتسويق للجهة.
ولمجابهة هذه الإشكاليات والتحديات، فقد أفضت أشغال اللجان الثلاث إلى جملة من التوصيات والمقترحات تتعلق بتطوير المنتوج وخلق التجارب حيث تم التأكيد على ضرورة إثراء العرض السياحي ومزيد التعريف به وتنويع المنتوج السياحي في مختلف مكوناته (السياحة البديلة، الثقافية، التضامنية، الايكولوجية، الرياضية، سياحة المغامرة…) وتحسين جودة الخدمات وإرساء علامة مخصصة لمؤسسات الإيواء السياحي التي تلبي المتطلبات المحددة للسياحة العائلية المحلية بالإضافة إلى مزيد تشجيع الإستثمار في تطوير أنماط جديدة من الإيواء السياحي الاقتصادي الموجه للسياحة الداخلية.
وبخصوص الترويج والاتصال، تم التأكيد على وجوب إنجاز المزيد من الحملات الدعائية موجهة لكافة الشرائح الاجتماعية التونسية قصد دعوة المواطن التونسي إلى مزيد الانخراط في السياحة الداخلية وقضاء العطل بالمؤسسات السياحية والعمل على مزيد النهوض بالسياحة التلمذية والطلابية بالشراكة مع الأطراف المتداخلة.
كما أوصت أشغال اللجان بأهمية وضع إجراءات للتحفيز والدعم لمزيد التشجيع على السياحة الداخلية على غرار تقديم عروض تفاضلية من قبل المؤسسات السياحية تراعي القدرة الشرائية مع تقديم مبادرات وحوافز ذات بعد مادي لفائدة التونسيين وتقديم عروض خاصة والنظر في إحداث آلية تمويل خاصة لتغطية مصاريف العطل وتنظيم وتشجيع عملية تعاقد الوداديات والتعاونيات مع النزل السياحية ووكالات الأسفار المعتمدة وحثهم على الانخراط بكثافة في دعم السياحة الداخلية والتشجيع على إحداث متعهدي رحلات مختصة بالسوق الداخلية وغيرها من الإجراءات.
شارك رأيك