أدى والي تونس عمر منصور يوم 6 أكتوبر الجاري زيارة ميدانية الى منطقة حلق الوادي الضاحية الجنوبية للعاصمة أين عاين وضعية قلعة “الكراكة” هناك.و رافق عمر منصور في هذه الزيارة رئيس مركز شرطة حلق الوادي و رئيس البلدية و نواب من الجهة.
و قد قام الوالي بزيارة الاماكن التي وقع الإستيلاء عليها من قبل عدد من العائلات,و في اليوم الموالي للزيارة أصدر الوالي قرارا بإخلاء “الكراكة” في غضون 10 أيام مما أثار بلبلة و موجة من التساءلات حول مصير 40 شخصا من الشباب و النساء و الشيوخ و الأطفال الذين يتخذون من هذا المكان التاريخي مسكنا لهم.
و في ريبورتاج قام به موقع “كابيتاليس” عبر متساكني الكراكة عن حيرتهم إزاء الوضع الذي يجابهونه حيث قالوا ان بورقيبة مكنهم من السكن هناك و ان أطفالهم ولدوا هناك ,علاوة على ان السواد الاعظم منهم عاطل عن العمل و يزاولون مهنا صغيرة مرتبطة بمحل سكنهم لضمان لقمة العيش.و قد ذهب الامر ببعض منهم الى التحسر على الفترة التي كان فيها عماد الطرابلسي رئيسا لبلدية حلق الوادي و قالوا انه كان يقدم لهم المساعدات.
و في هذا الصدد أكدت احدى متساكنات الكراكة لـ”كابيتاليس” أنهم مستعدون لإخلاء المكان بمجرد اقتراح بديل للسكن حتى و ان كان “كراكة جديدة” علما و ان الموقع التاريخي الذي يقطنونه في حالة مزرية و جل البيوت فيه أسقفها من الزنك و درجة الرطوبة عالية جدا .
و قد أكد ابن هذه السيدة وهو اب لرضيع و يقطن بـ”الكراكة” انه حاول الأنتحار حرقا امام بلدية حلق الوادي لكن وعود المسؤولين هناك و رئيس البلدية اثنته عن فعلته و مكّن الصيف الفارط من جزء من الشاطئ لمزاولة نشاط تجاري به لكن سرعان ما صودرت معداته و قد أكد الرجل انه وصل مرحلة اليأس و مستعد لحرق نفسه فعلا.
اليوم يجد المسؤولين أنفسهم امام معضلتين اولهما الحفاظ على موقع تاريخي تجاوز عمره 4 قرون و ثانيهما إيجاد حل لمصير 40 شخصا سيجدون انفسهم مشردين بمجرد تنفيذ قرار الوالي بالإخلاء.
شارك رأيك