تناقلت صفحات الفايسبوك في الآونة الأخيرة فيديو لمشهد حي تدور أحداثه في إحدى ساحات الحرم المقدسي ويظهر تقهقر مجموعة جنود صهاينة أمام زحف جماهير مقدسية تتقدم باتجاههم وتدفعهم إلى الخلف بروح بطولية نادرة وبإرادة تحررية من الحصار المضروب عليهم من قوى القمع الصهيونية، ولا شك في أنّ العديد ألفوا مثل هذه المشاهد التي تعكس ما يجري لا فقط في مدينة القدس بل في جنين وفي عديد المدن الأخرى وما يتعرض له أبناء وبناة الشعب الفلسطيني من تنكيل وملاحقة واعتقال وأسر وتهجير وقتل متعمد من قبل قوات الاحتلال والمتطرفين المسلحين أو من استفزازات قطعان المستوطنين ومحاولاتهم المتكررة اقتحام الحرم القدسي تحت حماية عساكر الاحتلال. الجديد في الأمر هو الوجهة التي اتخذتها المقاومة الشعبية بشكليها السلمي المدني والمسلح في الفترة الأخيرة المتمثلة في الاشتباك المباشر مع قوى الاحتلال وهو ما يؤشر إلى بداية نقلة نوعية في المقاومة لدى الشعب الفلسطيني وشبابه سليل انتفاضة الحجارة.
إنّ المقاومة في الداخل المحتل وفي المخيمات تمثل نقطة ارتكاز حركة التحرر الوطني الفلسطيني وتكتسي راهنية قصوى في التصدي للعدو الصهيوني وفي تحدي آلته العسكرية المدججة بأحدث أنواع الأسلحة وفي تنشيط جذوة النضال الشعبي التحرري الكفيل وحده بتغيير موازين القوى وإسقاط مشاريع الاستسلام ومخططات التطبيع بكل أشكاله التي تنسج، جهرا وسرا، كشبكة عنكبوت بين عواصم الرجعية العربية العميلة قديمها وحديثها من الأردن إلى مصر إلى المغرب إلى البحرين إلى الإمارات العربية، الخ… ولتعزيز هذه المقاومة من الداخل لا بد من تثبيت حق العودة على الميدان والتمسك بالأرض طالما بقي الزعتر والزيتون.
ونحن اليوم في سياق النضال ضد الامبريالية أواخر أفريل لن تخفى على شباب العالم الثائر مهمة إعادة النبض إلى المدن والشوارع الرحبة دفاعا عن القضايا العادلة ومن ضمنها قضية فلسطين ولن تلهيه حمى الحروب عن مقاومة الكيان الصهيوني ككيان عنصري استيطاني وعن تنشيط مختلف أشكال المقاطعة السياسية والاقتصادية والثقافية له.
أحمد المولهي
شارك رأيك