“عند الغروب أحنِ رأسك قليلا، وفي الصّمت أتمّ عبادة اليوم.
بإنحناء الفخور بما قدمه تواضعا لمستمعيه، أغادر شمس أف أم، الإذاعة والعائلة وسبع سنوات من الجهد والشدة والرخاء. لن أمشي في الأرض مرحا ولن أدعي أنني بلغت الجبال طولا لأنني فقط قمت بواجبي تجاه نفسي ومستمعي وضميري والله. وبالرغم من كل ما جرى لم يخرق من كان سبب غروب “شمس” :الأرض.
أغادر اليوم تجارب ستوديو شمس وشمس ماغ والماتينال والأنترفيو ورفوف الكتب التي أحالتني اليها< الإدارة الجديدة >والتي سأحمل ما فيها معي مؤكدا، على أن النفع في عديد الأحيان هو في ما أبتغاه لك غيرك للمضرة.
،نكثر الحديث عن الشمس ساعة الغروب، ذاك أن غروبها هو إيذان بصبحٍ جديد.. بيوم جديد.
ينتهي المشوار بعد 7 سنوات مع شمس اف ام اليوم إذن.. لم تكن سبعاً عجافاً على أي حال، رغم كل ما مر فيها من صعوبات وعثرات وخيبات وتجميدٍ متعمد سببه انني لمست بعضا من كثير لا يزال بعد 11 سنة محصنا ضد النقد وضد كشف الحقائق. كانت سبعا مليئة بالخبرات والصداقات والحوارات التي لا تزول من الذاكرة.
إن كان لابد من شكر فهو لكل من حرص على سماعي في شمس، وإبداء الرأي بما حاولت جاهداً لتقديمه بطريقة تليق بعقول الناس وتحترمها. ولكل من قال لي زمن الشدة أنه سيأتي يوم أشعر فيه بأنني صدقت حين أعليت الحقيقة والمهنية على المصلحة الشخصية وعلى رغبات من توفر لهم حساباتهم البنكية وعلاقاتهم حق تقرير مصير الحق والحقيقة بعيدا عن المهنية.
أشكر زملاء العمل الذين تعلمت منهم وعلمتهم، ساندوني وساندتهم. ولكل أولئك الذين اختاروا الحياد في قضايا الحق، لم أكن أفهمهم ولا أزال لا أتفهمهم، الحياد في الحق باطل. اولئك الذين انحازوا إلى مصالحهم، أرجو أن يكون الدرس قد توضح أخيراً. لا يدوم شيء غير احترامك لنفسك.
أغادر شمس اليوم لأبدأ مشواراً جديداً في مكان أظنه أفضل لي، أغادرها ولا أغادر ذكرياتي الجميلة فيها، تفاصيل العمل وكواليس الحوارات التي لا تنسى، أغادرها منتصراً لم يقبل الانسحاب ولم يرضى بالهزيمة ولم يتخلى عن مبادئه يوماً رغم كل الضغوط التي مورست والحروب التي شُنت، أغادرها وفي قلبي كل الأمنيات بالتوفيق لكل الرفاق المخلصين والمحبين فيها.
وليشرق غداً يوم جديد.
شارك رأيك