ضبط المعهد الوطني للاستهلاك بإشراف وزارة التجارة الخطوط العريضة لانجاز إستراتيجية وطنية للتقليص من تبذير الخبز لدى التونسي في حدود 10 بالمائة خلال العامين القادمين .
وابرز طارق بن جازية المدير العام المعهد الوطني للاستهلاك حسب ما أوردته جريدة (التونسية ) اليوم أن مسألة تبذير الخبز في تونس أضحت مقلقة وبلغت مستويات لها انعكاسات سلبية على ميزانية الأسرة من جهة وعلى نفقات الصندوق العام للتعويض وميزانية الدولة من جهة أخرى.
وبين مدير المعهد أن التونسي يعد مستهلكا كبيرا للخبز وان معدل استهلاكه السنوي يبلغ 70كلغ مقابل 58 كلغ للفرنسي و 62 كلغ للمواطن الجزائري،وان مصاريف التونسي على الخبز سنويا تبلغ حوالي 200 دينار لكل أسرة.
وقال انه خلال شهر رمضان يرتفع استهلاك الخبز في تونس بمعدل 135 بالمائة للخبز الصغير (باقات) مقابل تراجع الخبز الكبير بـ 38 بالمائة وانه يتم يوميا في تونس انتاج 6.7 ملايين خبزة منها 3.9 ملايين خبزة كبيرة و 2.7 مليون «باقات» محولة انطلاقا من 6.5 ملايين قنطار من الفارينة.
وبيّن المدير العام للمعهد الوطني للاستهلاك أن مصاريف الصندوق العام للتعويض ستصل هذا العام (2016) إلى 1650 مليون دينار منها 887 م د للقمح مقابل 447 م د سنة 2007 ومشيرا الى أن دعم الفارينة المعدة لتصنيع الخبز مرّ من 116.4 م د سنة 2013 إلى 120 م د سنة 2015 وقال ان السعر الحقيقي للخبز الكبير من دون دعم يبلغ 465 مليما للخبزة الواحدة (دعم في حدود 235 مليما) إذ تباع للعموم بـ 230 مليما فيما تباع «الباقات» للعموم بـ 190 مليما وبدعم بـ 84 مليما أي أن سعرها الحقيقي 274 مليما.
وأفاد أن تونس تورد 80 بالمائة من حاجاتها من القمح اللين أي أن 4 «باقات» من جملة 5 تعتبر موردة كما أن واردات تونس من القمح تمثل لوحدها أكثر من 51 بالمائة من الواردات الغذائية.
وأشار إلى أن المعهد الوطني للإحصاء بالتعاون مع البنك الإفريقي للتنمية أنجز دراسة أبرزت ان دعم الخبز يساهم في التقليص بنسبة 1.2 بالمائة من نسبة الفقر في تونس.
وينتفع المستهلك التونسي بمعدل 33 دينارا من الدعم للخبز و 84 دينارا سنويا بعنوان دعم المواد الغذائية (سكر وزيت نباتي…).
وتبعا لتفاقم ظاهرة تبذير الخبز في تونس برزت في السنوات الأخيرة تجارة الخبز «البايت» إذ يُباعَ كيس الخبز البايت وزنه 50 كلغ بين 15 و 20 دينارا كعلف للماشية. ويعادل 1 كلغ من الخبز البايت 4 كلغ من العلف الحيواني.
وقال ان دراسة أنجزها المعهد الوطني للاستهلاك في وزارة التجارة تستند إلى أرقام إنتاج الخبز واستهلاك الأسر والمطاعم والمستشفيات والمطاعم الجامعية والوحدات السياحية والسجون اثبتت ان تبذير الخبز في حدود 900 ألف خبزة في اليوم أي ما يعادل 300 ألف دينار يوميا و 100 مليون دينار في السنة.
وقال بن جازية إن استراتيجية التحكم في التبذير ترمي إلى حفز السلطات العمومية على تبني أصناف جديدة من الخبز على غرار الخبز المصنوع بنسبة 30 بالمائة من مادة النخالة و 70 بالمائة فارينة والذي يحتوي على قيم غذائية هامة ويساهم في تقليص مصاريف الدعم وكذلك التقليص من التبعية وتوريد القمح اللين. الى جانب مرافقة أصحاب المخابز في تحسين جودة الخبز وإدماج السلطات العمومية في مقاومة التبذير في المطاعم الجامعية والمستشفيات والسجون.
وترتكز الإستراتيجية سالفة الذكر على أربعة محاور أساسية يهم الأول الاتصال والتحسيس والتكوين ويهم الثاني إصلاح نظم الإنتاج وتوزيع الخبز في تونس فيما يعنى المحور الثالث بتعبئة الأجهزة الحكومية وتحسيسها بأهمية التقليص من التبذير ويهم المحور الرابع والأخير التربية على ترشيد الاستهلاك.
كما تستند الإستراتيجية إلى اعتزام تنظيم 3 أنشطة وطنية (مسابقات ـ ندوات..) تعنى بالتقليص من تبذير الخبز وتنظيم ما لا يقل عن 3 دورات تكوينية لمختلف الأطراف المتدخلة علاوة على نشر ما لا يقل عن 4 معلقات اتصالية شهريا (ومضات مطويات وملصقات وأدلة ترشيد الاستهلاك…).
ومن اجل إنجاح الحملة التحسيسية تنص الإستراتيجية على ضرورة تشريك الغرفة النقابية الوطنية للمخابز ووزارات التعليم العالي والشؤون الدينية والصحة والتربية ومنظمة الدفاع عن المستهلك.
ومن المنتظر أن تستغرق الإستراتيجية خمس سنوات (2016 /2020) وسيديرها المعهد الوطني للاستهلاك.
ن.ف.
شارك رأيك