يحيي مناضلات حزب العمال ومناضليه الذكرى 37 لتأسيس الحزب الذي أراده مؤسسوه إطارا للنضال الطبقي والسياسي من أجل الحرية والكرامة الوطنية والاشتراكية.
لقد تمّ الإعلان عن تأسيس الحزب يوم 3 جانفي 1986 الذي يصادف الذكرى الثانية لانتفاضة الخبز التي تصادم فيها شعبنا بكل طبقاته وفئاته المضطهدة والكادحة مع آلة القهر الطبقي دولة الاستبداد البورقيبي الذي لم يتأخر عن إغراقها في الدم مثلما فعل في انتفاضة 26 جانفي 1978 العمالية، ومع انتفاضة 5 فيفري 1972 الطلابية، ومع غيرها من الاحتجاجات الشعبية التي خاضها شعبنا بصدور عارية قابلتها الرجعية الحاكمة وائتلافها الطبقي بالحديد والنار. لقد تأسس حزبنا ليكون أداة نضال الطبقة العاملة وكل الطبقات والفئات الشعبية في معاركها الضارية ضد سلطة رأس المال. وقد عمل الحزب على الإيفاء بهذا التعهد وصاغ مجمل تجربته النضالية على هذا الأساس وقدم لأجل ذلك التضحيات الكبيرة من خلال مئات المحاكمات وآلاف الإيقافات إذ تعرض مناضلاته ومناضلوه إلى التعذيب حيث شكّلوا جيلا بعد جيل مدرسة متميزة في الصمود أمام غطرسة البوليس مثّل الرفيق الشهيد نبيل البركاتي أحد أبرز تجلياتها، وتعرض المئت إلى الطرد من العمل والدراسة والمحاصرة والملاحقة والتتبعات على خلفية المواقف المبدئية والصارمة أثناء حكم بورقيبة وبن علي ومع الحكومات المتعاقبة للالتفاف على الثورة التي تحكم بلادنا منذ رحيل الطاغية إلى اليوم. مواقف أنصفها التاريخ و أثبت صوابها منذ الموقف من انقلاب 7 نوفمبر إلى إصدار “الميثاق الوطني” إلى مقارعة دكتاتورية بن علي دون خوف ولا تنازل أو ارتباك أمام الحملات التي انخرطت فيها العديد من القوى التي تدّعي اليوم النضال، وصولا إلى الإيمان بالثورة والعمل من أجلها والانخراط فيها منذ لحظتها الأولى والمعارضة المتماسكة لكل منظومة ما بعد 14 جانفي وآخر حلقاتها انقلاب قيس سعيد الذي واجهه الحزب منذ اللحظة الأولى بمواقفه الحازمة التي أثبتت الأحداث سلامتها وريادتها.إنّ حزب العمال الذي يحيي الذكرى الـ37 لانطلاقته، وإذ ينحني أمام شهداء تونس من أجل التحرر الوطني والانعتاق الاجتماعي، وإذ يحيّي مناضلاته ومناضليه من مختلف الأجيال، فإنه:- يؤكد تمسكه الصارم بإرث الحزب ومواقفه النضالية المبدئية والمشرّفة والتي ثبت صوابها وسلامتها رغم كل الحملات التي استهدفت الحزب منذ لحظة تأسيسه التي عُمّدت بالتضحيات والصمود والكفاحية العالية.- يعتبر أنّ النضال من أجل تحرر بلادنا وكرامة شعبنا مازالت مهمة عالقة ومطروحة على كاهل الطبقة العاملة وحلفائها من الطبقات والفئات المضطهدة والمفقّرة وعلى حزبنا الذي يتقوّى بالمواقف المبدئية وبالصمود في وجه استهداف هويته الطبقية الثورية.- يدعو الشعب التونسي إلى التمسك بالثورة ومطالبها واستحقاقاتها، وإلى التصدي المتماسك لكل معسكر الثورة المضادة وعلى رأسه قيس سعيد والمعارضات اليمينية الرجعية التي دمّرت البلاد قبل الثورة وبعدها.- يجدّد قناعته أنّ الأزمة العميقة والشاملة التي تخيّم اليوم على بلادنا بحكم تواصل نفس خيارات التبعية والتفقير والاستبداد الذي يتجلبب بجلباب الشعبوية اليمينية المحافظة لا حلّ لها إلا ترحيل كامل منظومة الفشل بطبقاتها وخياراتها وتعبيراتها.* الشعبوية خراب والحل في تغيير جذري وشامل.* لا شعبوبة لا دساترة لا خوانجية.
حزب العمال
تونس في 03 جانفي 2023
شارك رأيك